أوشكنا على دخول العشر الأواخر من رمضان، التي يجب على كل مسلم أن يشمر عن ساعديه فيها وأن يجتهد في العبادة، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، وللأسف قد يقول قائل، وأين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلينا استغلال هذه الأيام المباركات في التقرب إلى الله بشتى الطرق، وليس هناك أفضل وأهم من التقرب إلى الله عز وجل بذكر الله تعالى.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم مِنْ أَنْ تلقَوْا عدوَّكُمْ فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: "بلى يا رسول الله"! قال: «ذكر الله عز وجل».
أصحاب السبق
هل تعرف أن الذاكرين هم أصحاب السبق، أي أنهم أول من يفوز بدخول الجنة، فهل هناك أفضل من هذا المصير الجميل؟.. بالتأكيد لا، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريقه إلى مكة، فمر على جبل يقال له جمدان، فقال: «سيروا هذا جمدان، سبق المُفَرِّدُونَ». قالوا: "وما المُفَرِّدونَ يا رسول الله"؟! قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات».
فعليك أن تشغل نفسك خلال ما تبقى من الشهر الحنيف، بالذكر والدعاء، تأسيًا بما كان يفعله نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضِي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقعد مع قوم يذكرون الله منذ صلاة الغداة حتى تطلع الشمس، أحب إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أَقْعُدَ مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أَحب إليَّ من أعتق أربعة».
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهاأفضل الذكر
قد يسأل أحدهم، وكيف يكون الذكر، وما هو أفضله، فالأمر ليس صعبًا، إذ أن أفضل الذكر أن تردد طوال الوقت (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمْسِيَ، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه، ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت كانت مثل زبد البحر».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: "ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون". قال: «ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خيرَ مَنْ أنتم بين ظهرانيه، إلا من عمل مثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين».