كلنا نعاني مع أطفالنا، نتيجة إلحاحهم في الإفطار مبكرًا قبل آذان المغرب، أو البكاء نتيجة الشعور بالصداع والعطش الشديد أو الجوع، او الجهد البدني المبذول في ساعات الصيام، من الذهاب للمدرسة، أو الدروس الخصوصية، أو المشاركة في أعمال المنزل.

فكيف تقنع ابنتك أو ابنك باستمرار الصيام بما لا يضر صحته، خاصة إذا كان صغير السن ولا تتحمل صحته الصيام حتى آذان المغرب، أو توجد خطورة عليه.

أولاً اشرح لابنك أهمية الصيام، وثوابه عند الله تعالى، فالصوم هو أفضل وسيلة يتوسل بها العبد لربه لكي يستجيب دعائه ويدخله الجنة، لأن الله فقط هو الذي يعلم أنه صائم، فالله هو الذي قال: "الصيام عندي له جائزة خاصة" (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)، كما أن الله قال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.

فالصائمون هم المؤمنون بالله الذين يحبهم ويحبونه لذلك "ناداهم مخصوص".

السن المناسب للصوم

لا يوجد سن مناسب؛ فالأمر يتوقف على عدة عوامل، أهمها: قدرة الطفل البدنية والجسمانية على تحمل الجوع والعطش طوال مدة الصيام، ومدى تدريب الوالدين للطفل على الصيام؛ ليتحمله بدنيًا ويعلم فوائده الروحية والدينية.

فالأطفال يتفاوتون في السن التي يدركون فيها أن من حولهم يمتنعون عن تناول الطعام، وإذا بدأ الطفل يدرك ويسأل والديه، فعليهما أن يشجعاه على الصيام لمدة ساعة أو ساعتين.

ويجب تدريب الطفل على الصيام تدريجيًا من سن 7 أو 8 سنوات، حتى إذا بلغ 10 سنوات وصل إلى سن التكليف الشرعي؛ لقول الرسول: “مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر….

كيف تحبب طفلك في الصيام؟

يجب على الأباء تشجيع الأبناء على الصوم، وعدم تأنيبهم إذا أظهروا عدم قدرة على الصوم، والابتعاد عن الترهيب أو الإجبار تحت مسمى “التكليف الشرعي”، فإذا رأيت أنه غير قادر فعلا وهناك خطرا على صحته وقوته البدنية، اجعله يفطر إذا شعر بالتعب حتى لا يعتاد الكذب.

ويجب تعريف الطفل بأن هناك أعذارًا تبيح الإفطار؛ حتى لا يتعجب إذا قابل بعض المفطرين.

كما يجب تحفيز الطفل لوجبة السحور، وتشجيعه على إتمام الصوم، بمكافأته بهدية مادية يحبها، أو معنوية مثل الدعاء له أو ذكر صيامه في حضور الكبار من الأسرة.

وتجب استشارة الطبيب قبل الصيام، مع القيام بتحليل دم لدى أي معمل تحاليل؛ لتتأكد من نسبة الهيموجلوبين في دمه؛ لأن انخفاضها يضعف قدرته على تحمل الانقطاع عن الطعام، وكذلك تحليل براز؛ لتتأكد من خلو أمعائه من الديدان؛ لأن وجودها يسبب له فقر الدم الذي يجعل الصيام شاقًا.

ويستحب أن يكون الصوم اختياريًا، وتحفيزيًا، وتدريجيًا؛ فالتدرج يهيئ الجسم لاستقبال التغيرات الفسيولوجية التي تحدث نتيجة للصيام، فيستطيع الطفل الصيام دون تعب.

اقرأ أيضا:

تنال بها المغفرة .. 10 سنن وأعمال مستحبة في ليلة الجمعة ويومها

ما الذي يساعد الطفل على الصيام؟

اجعل الصوم مرتبطا بذكريات مفرحة؛ وحفزه على مداومة الصيام؛ لاستعادة ذكرياته السعيدة.

إشراكه في اختيار وجبة الإفطار وتحضيرها، مع تحضير طبق جانبي؛ مكافأة له على إكمال صيامه.

الوضوء؛ لأنه يبرد الجسم.

عدم تأنيبه إذا نسي أو أظهر عدم قدرة على الصوم، ونجعله يفطر إذا شعر بالتعب.

 إعطاؤه مصروفه اليومي؛ لنشجعه على التصدق بجزء منه للفقراء.

اصطحابه لصلاة التراويح، مع قراءة ورد يومي يسير من القرآن، والاستمرار على هذه العادة بعد رمضان.

إشراك الطفل في الاحتفال برمضان عن طريق تعليق الزينة في المنزل والحي وتجهيز هدايا رمضان والعيد والتبرع والتصدق وتقديم زكاة الفطر.