بالتأكيد القراءة في المصحف من أهم عادات شهر رمضان المبارك الجميلة، لكن هل هناك سور بعينها على المسلم أن يكررها بني الحين والآخر؟.. بالتأكيد نعم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نصحنا بتلاوة بعض الآيات السهلة التي من الممكن أن يكررها المرء طوال اليوم، ولا تحتاج لجهد في الحفظ أو التلقين، ومنها المعوذتان.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب، إذ قال لي: «يا عُقْبُ، ألا تركب؟»، قال: فأجْلَلْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركبَ مَرْكَبَهُ، ثم قال: «يا عُقْبُ، ألا تركب؟»، قال: فأشفقْتُ أن تكون مَعصية، قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبتُ هُنَيَّة، ثم ركب، ثم قال: «يا عُقْبُ، ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟»، قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأقرأني: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مر بي، قال: « كيفَ رأيْتَ يا عُقْبُ؟ اقْرَأ بهما كلَّما نـِمْتَ، وكُلَّما قُمْتَ».
فضل كبير
تلاوة المعوذتين، لها فضل كبير جدًا، ولذلك فإن هناك حالات وأوقات يفضل فيهما قراءتهما، ومن هذه الأوقات بعد كل صلاة.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: «أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة»، كما أن من قرأها في الصباح والمساء كفته من كل شىء، فعن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه قال: "خرجنا فى ليلة يصلى لنا قال: فأدركته، فقال: "قل" فلم أقل شئ، ثم قال "قل" فلم أقل شيئًا، قال: "قل" قلت: ما أقول؟ قال: "قل: "هو الله أحد" والمعوذتين، حين تمسى وتصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شىء"، ولمّ لا وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يتحصن بها المسلم عند النوم، فعن عائشة رضى الله عنها، أن النبى الأكرم صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: "قل هو الله أحد"، و"قل أعوذ برب الفلق"، و"قل أعوذ برب الناس"، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات".
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهاالشفاء
أيضًا المعوذتان، فيهما الشفاء، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده، فلما اشتكى وجعُه الذي توفى فيه طفقتُ أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، فأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم.
لكن ختامًا، عليك أن تعي جيدًا أن فضل القراءة لهذه السور وغيرهم من السور يختلف باختلاف حال القارئ لتلك السور، فالقراءة بتدبر أفضل من القراءة بلا تدبر، ومن ثمّ فإن الفضل ليس لكل أحد، بل لمن قرأها وقام فى نفسه الإخلاص والخشوع، أى لمن قام فى قلبه موجبات الأجر، فإذا أضفنا إلى صيامنا في هذا الشهر الفضيل قراءة مثل هذه السور، مؤكد سننال أجر لا يمكن تصوره.