يقول الله تعالى في كتابه العزيز : " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن".
قال أحد المفسرين: كل ما نهى الله عنه فهو فاحش.. وأكثر استعمال الفاحشة في الزنا واللواط وليس مرادا هنا.
النبي ناصحًا السيدة عائشة:
1-جاء في صحيح البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - «أن يهودا أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا السام عليكم- يعنون الموت-.
فقالت عائشة - رضي الله عنها - عليكم السام ولعنة الله وغضب الله عليكم.. قال صلى الله عليه وسلم: مهلا يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش» .
2- وفي الصحيحين عنها «استأذن رهط من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا السام عليكم، فقالت عائشة - رضي الله عنها - وعليكم السام واللعنة.
فقال يا عائشة إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر.. قالت ألم تسمع ما قالوا؟ قال قد قلت وعليكم» .
وفي رواية لهما «أن عائشة - رضي الله عنها - قالت بل عليكم السام والذام.
فقال: يا عائشة لا تكوني فاحشة، فقال ما سمعت ما قالوا؟ فقال أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا، قلت وعليكم».
وأنزل الله تعالى : " وإذا جاءوك حيوك".. الذام بالذال المعجمة والميم الذم، وروي بالدال المهملة ومعناه الدائم، والسام الموت.
اقرأ أيضا:
تنال بها المغفرة .. 10 سنن وأعمال مستحبة في ليلة الجمعة ويومهامعنى الفحش:
ويحرم على كل مكلف "الفُحْش"، وأصله كل ما اشتد قبحه من الذنوب والمعاصي كما ذكر ابن الأثير في النهاية.
«ولما قالت عائشة لليهود ما قالت قال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الله لا يحب الفحش ولا التفاحش» أراد بالفحش التعدي في القول والجواب لا الفحش الذي هو من قذع الكلام ورديه. والتفاحش تفاعل منه وقد يكون الفحش بمعنى الزيادة والكثرة، ومنه حديث بعضهم وقد سئل عن دم البراغيث فقال إن لم يكن فاحشا فلا بأس.
يقول الحافظ ابن حجر: الفحش كل ما خرج عن مقداره حتى يستقبح ويذم، ويدخل في القول والفعل والصفة، يقال طويل فاحش الطول إذا أفرط في طوله، لكن استعماله في القول أكثر. والمراد هنا بالفحش الكلام القبيح.
وقد روي عن عائشة - رضي الله عنها - قالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يا عائشة لو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا، ولو كان الفحش رجلا كان رجل سوء» .
وعن أنس - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه» .