بقلم |
محمد جمال حليم |
الاربعاء 27 مارس 2024 - 08:31 ص
يبين الداعية الإسلامي د. محمود عبد العزيز أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن شهر رمضان شهر التغيير، وهو شهر الاستقامة، وهو شهر تحقيق التوبة، وأعظم من هذا كله تحقيق العفة وحفظ الفرج.
ويضيف فى كتابه الماتع " رمضان فرصتك" أن العفة تعد من مكارم الأخلاق التي يلتزم بها المسلم.
تعريف العفة: ويوضح أن العفة: خُلق إيماني رفيع للمؤمن، وثمرة من ثمار الإيمان بالله تعالى، فالعفة: دعوة إلى البعد عن خدش المروءة والالتزام بالحياء. والعفة لذة وانتصار على النفس والشهوات وتقوية لها على التمسك بالأفعال الجميلة والآداب الإسلامية. والعفة هي إقامة العفاف والنزاهة والطهارة في النفوس، وغرس الفضائل والمحاسن في المجتمعات.
عفة الجوارح: ويذكر ان المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج، قال تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ﴾ (النور: 33)
والعفة: هي تنزيه النفس وضبطُها عن الانسياق وراءَ الشهوات، والكفُّ عن المحرماتِ.
والعفة عن المحرمات تشمل:
حفظ الفرج عن الوقوع في الحرام وكف اللسان عن الأعراض. والكف عن المجاهرة بالفجور وزجر النفس عن الإسرار بالخيانة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ومن يستعففْ يُعِفّه اللهُ». ويقول صلى الله عليه وسلم «عِفوا تعفُ نساؤكم»، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يقول: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء:32]
ويشير إلى أن مجرد القُرب لم يقل: ولا تزنوا، لأن الزنا له مقدمات، فالله جل وعلا حذرنا ونهانا أن نقترب من هذه المقدمات، ومن هذه المقدمات النظر بشهوة، والابتسامة الآثمة، والخَلوة، والمصافحة، وأن تضع المرأة العطر وتخرج من بيتها ليجد الرجال ريحها، فلقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك، فالأصل أن المرأة تتعطر، وتتزين لزوجها، أما أن تتعطر لغير زوجها فهذه من مداخل الشيطان على ابن آدم. من أهم المواقف التي تدل على التمسك بالعفة:
ومن مواقف العفة يذكر د محمود أن نبي الله يوسف السجن اختار بدلاً من ينتهك عفته حتى في ظل الضغوط الشديدة. وفي النهاية ماذا حدث؟ دعا يوسف ربه وقال: ﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [يوسف:33] يوسف عليه السلام اختار السجن على أن يمتثل لرغبة هؤلاء النسوة، قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [يوسف: 33]
فجاء الجواب من الله: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [يوسف:34]، هذا هو يوسف عليه السلام، ضرب لنا أروع الأمثلة في الاستعفاف وترك الحرام، وحفظ الفرج، وحفظ الشباب.