العبادات كثيرة ومتنوعة،، وكل ما يقدمه العبد بنية صالحة لله تعالى، إن شاء الله مقبول، مع مضاعفة الجزاء لأن الله عز وجل وعد بذلك، ومن أهم التصدق، أن تخرج ما في جيبك لتعطيه إلى من يحتاجه، فتدخل على قلبه السرور، وتساعده على متاعب الحياة وصعوبتها، وفي ذات الوقت، قد تكون احتسبت عند الله عز وجل ممن أفطر صائمًا، وهو فضل لا مثيل له، ومن ثمّ فإن الجمع بين الصدقة والصيام من أسباب دخول أعالي الجنة.
يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: «إن في الجنّة غرفاً يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها»، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن طيَّب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلّى بالليل والناس نيام».
أجر عظيم
الصدقة من أشرف الأعمال وأفضلها، يقول الله تعالى: «مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ» (الحديد:11)، ولذلك يبين المولى سبحانه وتعالى ما يترتب على هذا الإحسان من الأجر والثواب عنده جل وعلا كما في قوله تعالى: «وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ» (الحديد من الآية:7).
كما أخبر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم عن ذلك في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»، ويكأن منحك الصدقة في رمضان، ولو بتمرة واحدة يفطر عليها الصائم، قد تكون سببًا في إبعادك عن النار، ودخولك الجنة، وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يدارسه جبريل القرآن فلهو أجود بالخير من الريح المرسلة، فدل هذا على فضل الإنفاق في رمضان.
اقرأ أيضا:
وإن سألوك عن السعادة؟.. قل هذا مفتاحهاالزكاة
أيضًا يستحب إخراج الزكاة في شهر رمضان، والزكاة في العموم على المال والذهب تختلف عن زكاة الفطر، فالأخيرة مقدرة على العموم بنحو 25 جنيهًا للفرد الواحد، بينما الزكاة على المال تقدر بحجم المال طوال العام، وإخراجها في رمضان إنما يمنح من يستحقها فرحًا كبيرًا، وهو أمر حث عليه الإسلام كثيرًا، ووعد رب العزة بأن يعطي من يفعل ذلك خيرًا كبيرًا.
إذ يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم»، فقم عزيزي المسلم من فورك، ولا تتأخر، وأخرج ما تستطيع إخراجه لمساعدة كل محتاج، فلو أنك علمت الأجر على ذلك لما ترددت لحظة واحدة في أن تخرج كل ما تملك إرضاءً لله أولا، ولإدخال السرور على قلوب المؤمنين من جهة أخرى.