وقعت للخضر صاحب موسى الكثير من العجائب التي ذكرها القرآن أو وردت بها السنة النبوية المطهرة.
عجائب الخضر:
عن أبي أمامة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: «ألا أحدثكم عن الخضر؟» قالوا: بلى، يا رسول الله .
قال: " بينما هو ذات يوم يمشي في سوق من أسواق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب- عبد يريد الحرية-، فقال: تصدق عليّ، بارك الله فيك.
فقال الخضر: آمنت بالله، ما يرد الله من أمر يكن، ما عندي من شيء أعطيكه إلا أن تأخذني إليك، فقال المسكين: أسألك بوجه الله أن تتصدق، إني نظرت إلى أوضاف الخير في وجهك، ورجوت البركة عندك .
قال الخضر: آمنت بالله، ما عندي شيء أعطيكه، إلا أن تأخذني، فتبيعني.
قال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ قال: نعم، الحق أقول لك، لقد سألتني بأمر عظيم، أما إني لا أخيبك بوجه ربي، فبعني.
اقرأ أيضا:
"لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"؟.. لن تصدق ما فعله الصحابة عند سماع هذه الآية؟ (الشعراوي يجيب)بيعه عبدًا:
فقدمه المسكين إلى السوق، فباعه بأربع مائة درهم قال: فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء، فقال الخضر للمشتري: إنما ابتعتني التماس خيري، فأوصني بعمل.
قال السيد: أكره أن أشقّ عليك , قال: ليس يشق عليّ، فقال: اضرب من الطوب اللبن لبيتي، حتى أقدم عليك.
قال: فمضى الرجل لسفره، فرجع الرجل، وقد شيد بناءه قال: أسألك بوجه الله ما حسبك، وما أمرك؟
قال الخضر: سألتني بوجه الله, ووجه الله أوقعني في العبودية فقال الخضر: سأخبرك من أنا، أنا الخضر الذي سمعت به، سألني مسكين صدقة، فلم يكن عندي شيء أعطي، فسألني بوجه الله، فأمكنته من رقبتي، فباعني، فأخبرك أنه من سئل بوجه الله، فرد سائله، وهو يقدر وقف يوم القيامة، وليس له جلد، ولا لحم إلا عظم يتقعقع.
فقال الرجل: آمنت بالله شققت عليك ، ولم أعلم، فقال: لا بأس، أبقيت، وأحسنت.
فقال الرجل: بأبي أنت وأمي يا احكم في أهلي ومالي، ما أراك الله أن أخيرك، فأخلي سبيلك.
قال: أحب إلي أن تخلي سبيلي، فأعبد الله تعالى، فخلى سبيله.
قال الخضر: الحمد لله الذي أوقعني في العبودية، وأنجاني منها".
فوائد:
قال أبو بكر بن أبي عاصم: هذا خبر ثابت من جهة النقل، وفيه فوائد منها:
-ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث، لقوله عليه السلام: «ألا أحدثكم عن الخضر».
- ومنها: أن لكل غير ذي الحاجة أن يدخل السوق.
- ومنها جواز رد المرء لسائله، يقول له: ما عندي ما أعطيك.
- ومنها أن السائل إذا منع مرة له أن يعاوده.