تتنوع العبادات في رمضان تنوعا كبيرا ومن هذه العبادات عبادة مضمونة الأجر متى أداها المسلم بشروطها وأركانها ابتغاء وجه الله تعالى وهي عبادة الدعاء.
عبادة الدعاء:
وعبادة
الصيام بصفة عامة من العبادات لجليلة التي يحبها الله تعالى من عباه وأمرهم بها ووعدهم بإجابة دعواتهم فقال سبحانه:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي استجب لكم..}(غافر:60)، وقال: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}(الأعراف:55)، وقال: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(غافر:14)، وقال: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}(النساء:32).
أكثروا من الدعاء: فإن الله وعد الداعين بالإجابة، قال سبحانه وتعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أستجب لكم}، وقال: {إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}(البقرة:186)، وقال: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ}(النمل:62)، وقال: {وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين}(الأعراف:56).
وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري عن سيدنا النبي أنه قال: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا آتاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، أو يدخر له من الخير مثلها، أو يصرف عنه من الشر مثلها.. قال الصحابة: إذا نكثر.. قال: الله أكثر)(رواه أحمد وصححه الألباني)، قال صلى الله عليه وسلم: (من لم يسأل الله يغضب عليه)(رواه أحمد).
فالدعاء إذًا عبادة جليلة بل هو العبادة نفسها ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء هو العبادة) (رواه أحمد)، وقال: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)(رواه أحمد والترمذي وابن ماجه).
الدعاء للصائمين:
وإذا كان
الدعاء بهذه المنزلة في ستار الأيام فهو في شهر رمضان آكد ذلك أن اله تعالى وعد بإجابة
الدعاء بصفة عامة ولصائم بصفة خاصة ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم)(صحيح الترمذي).
فعلى الصائمين أن يكثروا من الدعاء، ومن سؤال الله جل في علاه، لاسيما قبل الإفطار وأوقات السحر والثلث الخير من الليل، فلقد حثكم النبي صلى الله عليه وسلم على كثرة الدعاء حال صيامكم وعند فطركم وفي جميع أوقاتكم، ورغبكم في ذلك حين أخبر أن دعوة الصائم مستجابة وأنها لا ترد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر. صححه
الألباني.، ولعل هذه الدعوة مما يفرح به الصائم حال فطره ففي الحديث: "للصَّائمِ فرحتانِ: فرحةٌ حينَ يفطرُ، وفرحةٌ حينَ يَلقى ربَّهُ".