جمع الله تعالى بحكمته لشهر رمضان المبارك العديد من الفضائل والطاعات، ففيه الصيام وله خصوصية القرآن كما يتميز بصلاة التراويح.
ومما اختص به رمضان المبارك عن سائر الشهور أن أجر الصيام ليس مثل غيره من الطاعات فقد تكفل الله وحده بالحناء على تلك العبادة الجليلة عبادة الصوم بنفسه سبحانه وتعالى فقد روى البخاري عَنْ سَهْلِ بنِ سَعدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ)(رواه البخاري ومسلم).
ومن خصائص الصيام أنه يشفع لصاحبه فقد وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال صلى الله عليه وسلم: (الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ : أَيْ رَبِّ ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ : مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه ؛ فيَشْفَعَانِ).
ومما يتميز به شهر رمضان المبارك أنه شعر تغفر فيه الذنوب وأنقى فيه العيوب بسبب الطاعات، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)(رواه البخاري ومسلم).
وفيهما أيضا، قال عليه الصلاة والسلام: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)(متفق عليه).
روى البيهقي بسند حسن عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ)(صحيح الجامع).
وفيه أيضا (ثلاث لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم).
وفي سنن ابن ماجة عن عمروا بن العاص مرفوعا: (إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد).
رمضان شهر الطاعات:
ويكفي لرمضان فخرا أنه شهر الفرح في الدنيا والآخرة: ففي صحيح مسلم: قال صلى الله عليه وسلم: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ). فالفرحة الأولى بتمام النعمة وإكمال العبادة، والثانية بعظيم الأجر والمثوبة.