حذرت منظمة الصحة العالمية من أن جميع سكان العالم تقريبًا، يتنفسون هواء يتجاوز حدود جودة الهواء التي وضعتها، ويحتوي على جزيئات مسببة للأمراض، الأمر الذي يهدد حياتهم.

ووصفت المنظمة جودة الهواء بأنها الأسوأ في منطقتي شرق البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا، لكن 99 في المائة من سكان العالم يتنفسون هواءً يتجاوز حدود جودة الهواء، وبشكل خاص في أفريقيا.

وقالت الدكتورة ماريا نيرا، رئيسة قسم البيئة وتغير المناخ والصحة بمنظمة الصحة العالمية: "بعد النجاة من الوباء، من غير المقبول استمرار وجود 7 ملايين حالة وفاة يمكن الوقاية منها، وعدد لا يحصى من السنوات المفقودة من الصحة الجيدة التي يمكن الوقاية منها بسبب تلوث الهواء".

وأضافت نيرا في بيان: "مع ذلك، لا تزال الكثير من الاستثمارات تغرق في بيئة ملوثة، وليس في هواء نظيف وصحي".

ويمكن للجسيمات الخطرة في الهواء أن تخترق عمق الرئتين وتدخل الأوردة والشرايين مسببة المرض. ومصدرها بشكل خاص وسائل النقل ومحطات الطاقة والزراعة وحرق النفايات والصناعة والمصادر الطبيعية؛ مثل غبار الصحراء.

مراقبة حالة الهواء في العالم

ونشرت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، تحديث عام 2022 لقاعدة بياناتها بشأن جودة الهواء. وذلك عشية يوم الصحة العالمي، الذي يتم الاحتفال به هذا العام تحت شعار: "كوكبنا، صحتنا".

تهدف قاعدة بيانات 2022 إلى مراقبة حالة الهواء في العالم وتغذي تتبع التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة. وتعد قاعدة البيانات الجديدة الأكثر شمولاً، حتى الآن، في تغطيتها للتعرض لتلوث الهواء على الأرض.

وأشارت المنظمة إلى أن عددًا قياسيًا من أكثر من 6000 مدينة في 117 دولة يراقب جودة الهواء، لكن الناس الذين يعيشون فيها لا يزالون يتنفسون مستويات غير صحية من الجسيمات الدقيقة وثاني أكسيد النيتروجين، حيث يعاني الناس في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط من أعلى معدلات التعرض لهذه الجسيمات.

ودفعت النتائج التي تم التوصل إليها منظمة الصحة العالمية إلى تسليط الضوء على أهمية الحد من استخدام الوقود الأحفوري واتخاذ خطوات ملموسة أخرى للحد من مستويات تلوث الهواء.

ويقدم تحديث المنظمة، لأول مرة، قياسات أرضية لمتوسط التركيزات السنوية لثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، والذي يعد ملوثًا شائعًا في المناطق الحضرية.
يمكن أن يساهم التعرض لثاني أكسيد النيتروجين في الإصابة بالربو ويسبب أعراضًا تشمل السعال وصعوبة التنفس والصفير.

ويشمل أيضًا قياسات الجسيمات الدقيقة العالقة بأقطار تساوي أو تقل عن 10 ميكرومتر أو 2.5 ميكرومتر، واللتين تتشكلان من الملوثات التي مصدرها الأنشطة البشرية المتعلقة باحتراق الوقود الأحفوري.

وقالت منظمة الصحة العالمية: " المواد الجسيمية، وخاصة 2.5 ميكرومتر، قادرة على اختراق الرئتين ودخول مجرى الدم، مما يتسبب في حدوث سكتة دماغية على القلب والأوعية الدموية، وتأثيرات على الجهاز التنفسي. هناك أدلة جديدة على أن الجسيمات تؤثر على أعضاء أخرى وتسبب أمراضًا أخرى أيضًا".

اقرأ أيضا:

أفضل طريقة لمقاومة نزلات البرد خلال فصل الشتاء

تغيير كبير للحد من تلوث الهواء

قالت أنوميتا رويشودري، الخبيرة في تلوث الهواء في مركز العلوم والبيئة، وهي منظمة بحثية في نيودلهي، إن هناك حاجة إلى تغيير كبير للحد من تلوث الهواء.

وأضافت إن ذلك سيشمل الابتعاد عن الوقود الأحفوري، والتوسع الهائل في الطاقة الخضراء، وفصل أنواع النفايات واستخدام السيارات الكهربائية.

في الهند، يأتي أكثر من 60 في المائة من أحمال 2.5 ميكرومتر من المنازل والصناعات.

أشار تانشري جانجولي، الذي يرأس برنامج جودة الهواء لمجلس الطاقة والبيئة والمياه، وهو مركز أبحاث في نيودلهي، إلى الحاجة إلى اتخاذ إجراءات بشأن الحد من الانبعاثات من الصناعات والسيارات وحرق الكتلة الحيوية والطاقة المحلية.

وقال جانجولي لوكالة "أسوشييتد برس": "نحتاج إلى إعطاء الأولوية للوصول إلى الطاقة النظيفة للأسر التي هي في أمس الحاجة إليها واتخاذ إجراءات فعالة لتنظيف قطاعنا الصناعي".