السنغال دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي يبلغ عدد سكانها 16مليون نسمة يشكل المسلمون حوالي 95%من عدد السكان البلاد البالغ عددهم ما يزيد علي 17مليون نسمة تقريبا ويعد الإسلام هو الدين الرئيس في السنغال رغم أن البلد يبدو أقرب إلي النظام العلماني الا ان الإسلام يعد دين الاغلبية الساحقة في البلاد .
ودخل الإسلام السنغال منذ أكثر من ألف عام.عبر التجار المسلمين الذين وفدوا الي الغرب الإفريقي وكانت أولي الجماعات العرقية التي دخلت الإسلام هي التوكولور، في القرن 11، وفي أوائل القرن 20 دخل معظم السنغاليين الإسلام.
المؤرخون في هذا السياق يتفقون علي تحديد تاريخ دخول الإسلام في أفريقيا، حيث يرجعه بعضهم إلى حركة المرابطين بقيادة المجاهد عبد الله بن ياسين في القرن الحادي عشر الميلادي 1053، ويرجعه آخرون إلى جهود التجار المسلمين الذين وصلوا إلى المنطقة من برقة بليبيا، والقيروان بتونس، وتلمسان بالجزائر، ومن طريق لمتونة بالمغرب،
كما أن كثيرا من الكتاب يربطون دخول الإسلام إلى السنغال بإسلام أحد الملوك السنغاليين واسمه وارجابي عام 1040، والذي أقر بالشريعة الإسلامية في مملكته بعد إسلامه
ومن المهم الإشارة هنا الي الطابع الخاص لشهر رمضان في أوساط مسلمي السنغال حيث يبدأ السنغاليون في الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل منذ أواخر شهر شعبان المبارك، ويكون ذلك عن طريق تزيين الشوارع بالأنوار، وكذلك تزيين المحال التجارية والمساجد والعمل على إنارتها ونظافتها.
وخلال شهر رمضان يظهر التسامح في أوجه بين مكونات الشعب السنغالي يحرص غير المسلمين علي تهنئة المسلمين بالشهر، بل وإعداد الإفطار وتوزيعه على الصائمين كما تفعل الكنسية في دكار فقد شهدت شوارع العاصمة توزيعًا للإفطار على السيارات، والمارّة من الصائمينش
الغالبية الساحقة من المسلمين تبدأ في بداية شهر رمضان الكريم من كل عام على عادة مهمة لديهم وهي تعد من أهم مظاهر احتفالاتهم بهذا الشهر المبارك، حيث يقوم كل مسلم بزيارة أي شخص كان بينه وبينه أي سوء تفاهم أو خصام بغرض مصالحته وإرضائه وكسب وده واستعادة ثقته، فيطلبون من بعضهم البعض الغفران والسماح مع بداية هذا الشهر الكريم.. وهكذا يستقبل مسلمو السنغال رمضان بصفحة بيضاء.
ومن التقاليد الراسخة فيما يتعلق بطقوس رمضان في السنعال خصوصا في المدن الكبري مثل العاصمة داكار وزيجنشور قيام كل الأسرة المسلمة ميسورة الحال في السنغال بتحمل أسرة مسلمة فقيرة، حيث تعتني وتهتم بها وتعمل على إمدادها بكل ما تحتاج إليه وكل ما تريده من غذاء وملبس، هذا بخلاف ما تقدمه لها من صدقة أو زكاة فطر وتكون مسؤولة عنها مسؤولية تامة خلال هذا الشهر الكريم.
ويحرص كل مسلمي السنغال في شهررمضان على الذهاب إلى المساجد والمكوث بها لفترة طويلة لأداء الصلاة في أوقاتها والإكثار من الاستغفار والاستماع إلى قراءة القرآن الكريم وتلاوته وأيضًا التعرف على السيرة النبوية الشريفة، وفي الساحات العامة والشوارع تقام الصلوات الخمس، وكذلك صلاة التراويح التي تؤدى بعد صلاة العشاء ويحرص على أدائها كل مسلم في شتى بقاع الأرض خلال شهر رمضان
أما فيما يتعلق بمائدة الإفطار في رمضان فيحرص المسلمون في السنغال على تناول التمر والماء في بداية الإفطار، ثم يبدؤون في تناول وجبة الإفطار الأولى بعد صلاة المغرب، ويطلق عليها "اللاخ" وهي عبارة عن نوع من الحلوى المصنوعة تتكون من الدقيق المطبوخ من اللبن والسمن والسكر، وهي تشبه إلى حدٍّ كبير حلوى (سدّ الحنك) التي تعرف بمصر وشمال أفريقيا.
وتعد الوجبة الرئيسة والأساسية للإفطار عندهم تلك التي تلي صلاة العشاء، وتكون مكوَّنة من الأرز والسمك، وتعتبر هذه الوجبة هي عماد الأطباق التي يتناولونها على مدار العام
وتحرص الغالبية الساحقة من مسلمي السنغال علي تنويع في إعداد وطبخ الأسماك والابتكار في طرق طهيها، وذلك لكون صيد الأسماك والزراعة أبرز الأنشطة الاقتصادية هناك.
من ناحية أخر يعد المسجد الكبير في العاصمة دكار من أكبر المساجد في أفريقيا، حيث يبلغ طول منارته 83 مترًا، يوجد فيه ضريح الشيخ أحمد بامبا –مؤسس المريدية- وأربعة من كبار الخلفاء الذين تعاقبوا على قيادة الحركة، ويصطف زوار المسجد بصفوف طويلة منذ الصباح الباكر وعلى مدار ثلاثة أيام للدخول إليه وأداء طقوس الزيارة،
ووكما هو معروف يقوم كل مسلم قبل الدخول إلى المسجد خلع النعلين، وهناك من يخلعهما وهو حتى في الشارع المحيط، وإن لم يفعل ذلك فيجد عند المدخل أحد المنظمين يطلب منه خلعهما وآخر عند النساء يطلب منهن وضع غطاء للرأس قبل الدخول أيضاً.
وعندما يدخل المريد إلى المسجد يقوم بترديد بعض الأدعية والأوراد الخاصة بالطريقة، بالإضافة إلى قصائد الشيخ أحمد بامبا التي تدور كل موضوعاتها حول مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هيئة المساجد وتزيينها فعل ينشط في شهري رجب وشعبان، أما في رمضان فاكتظاظ المصلين والمتعبدين هو السمة الأبرز خاصة في المساجد الكبيرة، ومساجد الطرق الصوفية، و"بُعيد صلاة الظهر يتحلق المصلون لتلقّي الدروس، وغالبا ما يكون الدرس عقب الظهر تفسيرًا للقرآن الكريم، وهناك درس بعد صلاة العصر في أحكام الصيام"، ورغم الاتفاق على تفسير القرآن بعد الظهر إلا أن هناك اختلافا في التفاصيل، والطرائق.
وتتمسك من مجموعة من أئمة وخطباء المساجد في السنغال "بعض المشايخ بقراءة جميع أجزاء القرآن الكريم كلها في رمضان، أما الأغلبية فتفسر دون قيد لكن الشيخ يستهل التفسير العام المقبل من حيث انتهى هذا العام".
وكما هو الحال في جميع أرجاء العالم الإسلامي ينتظم المسلمون في صلاة التراويح طوال ليالي الشهر، والتهجد في العشر الآواخر منه، وغالبا ما يختم الإمام القرآن في التراويح.
وبين عمارة المساجد بالدروس نهارا والقيام ليلا تنشط الإفطارات الجماعية في المساجد، وبوجه أخص في المساجد الكبيرة، ويواصل الدكتور محمد نيانغ إفادته فيقول "لا يخلو مسجد في السنغال من إفطار جماعي ويسارع أهل الخير إلى توفير مستلزمات هذه الإفطارات، وهذا مما يقوي الوشائج المجتمعية".
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهاولأدب المديح النبوي تاريخ طويل في السنغال، خصوصا في شهر رمضان وكتب فيه عددٌ كبيرٌ من الشعراء باللغة العربية الفصحى، وبلغات محلية لكن الفصيح أكثر، وربما كانت الطرق الصوفية من أسباب ذيوع ذلك، حيث أن "شعر المديح النبوي قديم في السنغال وأكثره ذيوعًا ذلك الذي كتبه أعلام المتصوفة أمثال الشيخ أحمد بامبا، والشيخ محمد الخليفة إنياس، وشيخ الإسلام إبراهيم الكولخي، وهي قصائد عالية في معناها ومبناها".
كما تُفرِد القنوات التلفازية والإذاعات مساحة له "حيث تخصص مساحة ما هو ديني في الأجهزة الإعلامية، ويحظى المديح النبوي وإنشاده بوضع مميز في خرائطها البرامجية".