رمضان شهر كريم من الشهور المفضلة عند الله تعالى، وقد اكتسب هذا الشهر أهمية كبرى وعظمة لما شرع فيه من عبادات عظيمة ومنها فريضة الصيام.
وقد ارتبط شهر رمضان المبارك بالصيام الذي فرض فيه قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" .. ويبقى السؤال عن لماذا خص رمضان المبارك. دون غيره من الشهور لفريضة الصيام.
اختصاص رمضان بالصيام:
وقد خُصّ شهرًا كاملا _ وهو شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن _ بصيام أيامٍ متتابعات متواليات، يُصام نهارها ويفطر ليلها.
وجعل ﷲ الصوم في رمضان، فجعل أحدهما مقرونًا بالآخر، ومرتبطًا به، فذلك قران السعدين، والتقاء السعادتين في حكمة التشريع، وذلك لأنّ رمضان قد أُنزِل فيه القرآن، فكان مطلع الصبح الصادق في ليل الإنسانية الفاسق، فحسُن أن يُقرن هذا الشهر بالصوم، كما يقترن طلوع الصبح الصادق بالصوم كل يوم، وكان أحق شهور ﷲ _ بما خصّه ﷲ من يُمن وسعادة وبركة ورحمة، وبما بَيْنَه وبين القلوب الإنسانية السليمة من صلة خفيَّة روحية _ بأن يصام نهاره، ويُقام ليله.
رمضان شهر الصيام والقرآن:
وبين الصوم والقرآن صلة متينة عميقة، ولذلك كان رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم يُكثر من القرآن في رمضان.
يقول ابن عباس رضي ﷲ عنه: كان رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم أجوَد الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريلُ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فَلَرَسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المُرسلة".
أخرجه البخاري واللفظ له، ومسلم.
رمضان شهر الخير والإحسان:
وإذا وفق الإنسان للخيرات، والأعمال الصالحة في هذا الشهر؛ حالفه التوفيق في طول السنة، وإذا مضى هذا الشهر في توزّع بال وتَشتّت حال؛ مضى العام كلّه في تشتّت وتشويش!.
فاغتنم هذا الشهر المبارك واحرص على صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا.