تزيد السمنة من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وبينما يُطلب من المرضى في كثير من الأحيان إنقاص الوزن، يواجه المرضى الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أقل، خيارات أقل في التعامل مع المرض.

لكن دراسة رائدة بحثت في نظام غذائي يتم التحكم فيه في عدد السعرات الحرارية لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني والذين يعانون من النحافة، استطاع خلالها المشاركون أن يتعافوا من المرض وحصلوا على علاج لحالتهم مدى الحياة.

قام الباحثون بقيادة جامعة نيوكاسل باستقطاب 20 شخصًا لديهم مؤشر كتلة الجسم الطبيعي ومرض السكري من النوع الثاني.

كان لدى معظمهم كمية عالية بشكل غير طبيعي من الدهون في الكبد أو البنكرياس، مما يضعهم ضمن المجموعة المعروفة باسم (TOFI)، (نحيلون من الخارج ومليئون بالدهون من الداخل).

تم وضع نظام غذائي صارم للمشاركين يبلغ 800 سعرة حرارية في اليوم لمدة تراوحت ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويتألف من بدائل الوجبات الجاهزة والخضروات غير النشوية، والتي تتضمن المخفوقات الكاملة بنكهات مثل الفراولة والشوكولاتة، إلى جانب الخضروات غير النشوية مثل الكوسة والفطر.

تبع ذلك فترة الحفاظ على فقدان الوزن لمدة 4-6 أسابيع والتي تضمنت إعادة إدخال تدريجي للأطعمة العادية.تم تكرار هذه الدورة من فقدان الوزن والمحافظة عليه حتى ثلاث مرات، حتى فقد المشاركون ما بين 10 و 15 في المائة من وزنهم.

بعد كل دورة، قام الباحثون بقياس كمية الدهون في البنكرياس والكبد للمشاركين. بعد 12 شهرًا، سجل متوسط مؤشركتلةالجسم للمشاركين انخفاضًا من 24.8 إلى 22.4،وهو ما يعني أنهم كانوا لا يزالون في نطاق الوزن الصحي.

وبدأ حوالي 70 في المائة من المرضى في التعافي من المرض، وحقق نصفهم ذلك بعد دورة واحدة فقط من إنقاص الوزن. وكان متوسط فقدانالوزنحواليثمانيةفيالمائةمنوزنالجسم.

وكشفت الدراسة أن التخلص من الدهون من داخل البنكرياس والكبد - العضوان الرئيسيان في التحكم في نسبة السكر في الدم - كان عاملاً أساسيًا في تعافي هؤلاء المرضى.

شارك ديفيد تشايلدز، في الدراسة،والذي تم تشخيص حالته بأنه مصاب بمرض السكري في سن 48، عندما كان مؤشر كتلة الجسم لديه 27.لكنه لم يشك أبدًا في أن الصداع وفشل البصر والإغماءسيكون من أعراض الإصابة.

بعد المشاركة الناجحة في التجربة، قال: "لقد أخافني تدهور حالتي الصحية، وهو ما دفعني لاتخاذ الإجراءات واتخاذ القرارات حتى أعيش حياة كاملة وصحية مع عائلتي.أمارس الرياضة وأتناول الطعام بشكل صحيح، وأنا مصمم على أن أبقى في حالة هدوء".

قال البروفيسور روي تيلور، من جامعة نيوكاسل: "هذه أخبار جيدة جدًا لكل شخص مصاب بالسكري من النوع الثاني، لا يشير فقط إلى الطريق إلى الأمام من أجل العودة الفعالة للصحة ولكن أيضًا يتحدى المفاهيم الخاطئة التي تتعلق بالحالة".

تقول منظمة السكري في المملكة المتحدة إن خطط النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية يمكن أن تمثل تحديًا لمعظم الناس. ووصف كريس أسكو، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، البحث بأنه "يغير قواعد اللعبة".

ويمكن الحصول على نظام غذائي يحتوي على 800 سعر حراري في اليوم، من خلال بدائل للوجبات، مثل الحساء والمخفوقات المتوازنة في عملية التغذية.

اقرأ أيضا: