خصائص السور المكية تؤكد على وحدانية الله تعالى، وقدرته على البعث، وأنه سبحانه وحده المستحق للعبادة، والمتأمل في السور المكية، يجد مواساة حنون من رب العزة لسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، مواساة من موقع القدرة المطلقة، وكما يليق بقيوم عزيز مهيمن يحيط بكل شيء.
ومن ثمّ عزيزي المسلم، إذا دارت بك الدنيا، وشعرت بالعجز، اقرأ، أو استمع، إلى خطاب السماء في تثبيت الأمي المرسل إلى العالمين.. ستجد آيات وآيات في الصبر، والتسليم، والسعي، والمجاهدة، ثم التمكين والنصر الذي يبدد أي تعب، أو خذلان، أو قهر، فسبحان الله الواحد الحي القيوم، والصلاة والسلام على عبده وحبيبه ورسوله محمد المؤيد المنصور.
السور المكية
فلو تدبرت، السور المكية، ستجد أنها تتضمن سورة (البقرة) التي فيها آيتين من قرأهما في ليلة كفتاه، كما ثبت في صحيح البخاري وغيره.
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»، وفيها سورة (الأنفال)، وهي السورة التي تتضمن جهاد رسول الله ومشقته في إيصال رسالته، إلا أنها تحمل معاني النصر المنتظر.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «مَن قرأَ سورة الأَنفال وترًا فأَنا شفيع له، وشاهد يوم القيام أَنه برىء من النفاق، وأُعطى من الأجر بعدد كل منافق فى دار الدنيا عشر حسنات، ومُحى عنه عشر سيئات، ورُفع له عشرُ درجات، وكان العرش وحَمَلته يصلون عليه أَيام حياته فى الدنيا».
ومنها سورة (الفتح) وهي التي تتضمن الوعد بالنصر لا محالة، وهي من أحب السور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث جاء فيها البشارة بأنه سوف يبدأ في المعارك وسوف ينشر الإسلام في كافة أنحاء البلاد. فكانت بشارته بفتح مكة وبشر الإسلام فيها، وهذا هو ما كان يرغب في النبي صلى الله عليه وسلم أن يعم الإسلام ويرقى بشأن المسلمين.
القرآن المكي
فغالبية القرآن الكريم مكي، أي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مكة، فإن القرآن الكريم فيه خمس وثمانون سورة مكية، وتسع وعشرون سورة مدنية، لذلك ترى أنه أهم ما تتميز به السور المكية التذكير بالآخرة والمصير المحتوم للبشر بدخول الجنة أو النار.
كما تمتاز السور المكية بقصر ألفاظها وقوة معانيها وموجز عباراتها، كما يكثر فيها ذكر قصص الأنبياء السابقين عليهم السلام وأممهم، وكثرة القسم في آياتها، كالقسم بالله ويوم القيامة، ومخاطبة الناس أكثر بلفظة "يا أيها الناس"، كما تبدأ أغلب السور المكية بحروف التهجي، مثل: حم، آلر، آلم، وأيضًا معظم السور المكية تحتوي على السجدة.
اقرأ أيضا:
أمثال أصلها من القرآن.. اعرف حكايتها