قد يمر الوقت في رمضان دون أن نشعر به، ومن ثمّ لا نستفيد من الكم الهائل من الخيرات التي وعدنا الله عز وجل بها خلال الصيام، وذلك على الرغم من أن هناك أمورًا بسيطة جدًا لو حافظنا عليها، لحصلنا على فضائل لا تعد ولا تحصى.
إذ أن فضائل الصوم كثيرة فمنها، أن الله قدر الحسنات والسيئات لابن آدم إلا الصوم فإنه له تعالى وهو يجزي به، ومنها أيضًا أن الصوم وقاية من النار، وأن الصوم ثوابه الجنة، وأن الصوم سبب لاستجابة الدعاء، وأنه كفارة للذنوب، وأنه يشفع لصاحبه يوم القيامة، فتخيل كل ذلك قد تحصل عليه بترديد 4 كلمات لا يضرك بأيهم بدأت (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر).
فضائل عظيمة
بالأساس ترديد المؤمن لهذه الكلمات في المطلق له فضائل عظيمة جدًا لا تعد ولا تحصى، فما بالنا لو كانت هذه الكلمات أثناء الصيام، مؤكد أن هذه الفضائل ستزيد أضعافًا مضاعفة، فعوّد نفسك عزيزي المسلم على ترديدها صباحا مساءً، وأنت في السيارة، أو المترو، أو أي وسيلة مواصلات، اشغل بها نفسك، لا تنفك تقولها وأنت في أي مكان، فهي أفضل لاشك من أن تتحدث في أمور قد تجرح صيامك، أو ربما تضيعه بكامله، وأنت في أشد - أشد الحاجة لفضل هذا الصيام أمام رب العالمين.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه رواية قال: «إذا أصبح أحدكم يومًا صائمًا، فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم»، ذلك أنه على الصائم أن يتجنب السخف وفُحش الكلام، وأن يتجنب كل ما يغضبه ويذهب أجر صومه، ولكي يفعل ذلك عليه بذكر الله طوال الوقت، وما أفضل من هذه الكلمات الأربعة.
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهاالأحب إلى النبي
تخيل عزيزي المسلم، أن هذه الكلمات الأربعة (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، هي الأحب إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون فضلهم؟!.. مؤكد كبير بالدرجة التي لا يمكن تخيلها.
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس»، بل هن أيضًا أحب الكلام إلى الله عز وجل، فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لا يضرك بأيِّهن بدأت، ولا تسمين غلامك يسارًا ولا رباحًا ولا نجيحًا ولا أفلح، فإنك تقول: أثَمَّ هو؟ فلا يكون فيقول: لا، إنما هن أربع فلا تزيدن عليَّ».