أخبار

تعرف على أفضل الأطعمة التي تخفف آلام المفاصل

كيف تحافظ على صوتك مع التقدم في السن؟.. إليك أهم النصائح

فيه ساعة إجابة: أفضل أدعية يوم الجمعة المستحبة والمستجابة.. اغتنمها

ماهي مبطلات الصيام ؟ وماهي الأشياء التي لاتفطر الصائم؟

لماذا يجمع بين الصيام والصدقة؟.. ثواب لا يفوتك في الشهر الفضيل

كيف تكون مخلصًا لله في صيامك؟ (الشعراوي يجيب)

قصة الصيام.. التدرج من التطوع إلى الفرض

الغاية من الصيام هي التقوى.. 10 أسباب تحصل بها و20 بشارة من الله لك

ابنتي نحيفة للغاية وأخاف عليها من الصيام فما الحل؟

كيف تجعل من صيامك وصلاتك نزهة مع الله؟

قصة الصيام.. التدرج من التطوع إلى الفرض

بقلم | أنس محمد | الجمعة 14 مارس 2025 - 10:27 ص

 لم يفرض الله عز وجل الصيام مرة واحدة، ولكن الله سبحانه وتعالى راعى ظروف عباده، في فرض هذه العبادة العظيمة، من خلال التدرج، وبدأت قصة هذه العبادة عندما قدم النبي صلَّى الله عليه وسَلَّم والمهاجرون معه، إلى المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فلما سأل عن السبب قيل له: إن هذا يوم صالح، نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، فقال النبي صلَّى الله عليه وسَلَّم: " نحن أحق بموسى منهم"، فصام ذلك اليوم وأمر المسلمين بصيامه، مع زيادة يوم هو التاسع، فيكون صيام تاسوعاء وعاشوراء، مخالفة من المسلمين لليهود حتى لا يكونوا مثلهم.

ويختلف الصيام في الإسلام عن المسيحية واليهودية، فإذا كان الصوم عن الكلام قد عرفته هاتان الشريعتان، فإن الإسلام لم يعرف الصوم عن الكلام، إلا إذا كان الكلام يأمر بمنكر، كما أن الإسلام لا يعرف الصوم عن العمل الذي رأيناه عند اليهود يوم السبت، فالإسلام دين تصحيح واستكمال فيما يتصل بكل جوانب الحياة والعبادة، مما لا يوجد في الأديان والأمم السابقة، والدليل على أن الإسلام لا يخالف الأديان السابقة لمجرد المخالفة، هو أنه قد أقر الجيد والحسن من أخلاق الجاهلية مع أنها جاهلية، فلم ينكر كرم الضيافة، ولا نجدة الملهوف، ولا حلف نصرة المظلوم، بل أكد هذه الأخلاق المحمودة.
وبدأ الصوم في الإسلام، بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، حتى إذا كانت السنة الثانية من هجرة الرسول إلى المدينة نزل أمر الله قرآنًا بالصيام في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 183، 184].

ويقول العلماء إن هذا الصوم الذي فرضه الله كان "فرض تخيير"؛ من شاء صامه، ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا فأجزأ ذلك عنه، وذلك ما يوضحه القرآن: ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 184].

ثم فرض الله عز وجل صيام شهر رمضان فرضا وأمرا لا تخيير فيه، مخصصًا ومحددًا ومبينًا فيه من يحق له بعذر أن يفطر ليقضي بعدها صومًا بعدد الأيام التي أفطر فيها، بعد أن يزول العذر، فقال الله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].


لماذا في رمضان؟


فرض الله الصيام في شهر رمضان، وجاء اختيار رمضان، لأنه أنزل فيه القرآن، فجعله الله عز وجل موعدًا يلتقي فيه المسلمون معه من كل عام لأداء إحدى الفرائض الخمس التي كتبها الله على المسلمين، تقربًا وعبادة ودوامًا للاتصال به، فهو شهر أنزل الله فيه القرآن جملة إلى السماء الدنيا، وتتابع نزوله على مدى ثلاث وعشرين سنة تبعًا للمواقف والأحداث التي مرت بها الدعوة الإسلامية، وليس القرآن وحده هو الذي شرف به رمضان، بل إن صحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى قد شرف رمضان بنزولها فيها، مع اختلاف اسم رمضان من زمن إلى زمن.

وقال العلماء إنه قد يكون لاختيار الله لرمضان حكمة أخرى، وقد اطمأنت قلوب المسلمين الأوائل إيمانًا وتسليمًا لله الذي أراد لهم هذا الخير الوفير من هذا الشهر الكريم.

اقرأ أيضا:

فيه ساعة إجابة: أفضل أدعية يوم الجمعة المستحبة والمستجابة.. اغتنمها

كيف كان التدرج؟


وتدرج فرض الصوم حيث بدأ اختياريًّا من شاء صامه ومن شاء أفطره وأطعم مسكينًا ولا شيء عليه، ثم نزل القرآن قاطعًا بصيام شهر رمضان، وكانت مدة الإفطار ومقاربة النساء محدودة من أذان المغرب إلى أذان العشاء، فمن تخيير إلى فرض وتحديد.

وورد أن أحد الأنصار وقع مغشيًّا عليه بعد أن فاته الإفطار حتى نام ومرت صلاة العشاء ولم يستطيع أن يأكل إلا بعد مغرب اليوم التالي حسب قواعد الصوم الأولى التي فرضها الله أثناء التخيير، بل إن عمر بن الخطاب نفسه الذي كان القرآن ينزل مصدقًا بعض ما يقول، قد اختان نفسه وجامع امرأته في الوقت المحظور، فلماذا لم يبح الله المفطرات من أذان المغرب إلى أذان الفجر كما نزلت الآيات بعد ذلك، خاصة وأن التخيير في بداية الصوم كان يجب أن يتبعه هذا التخفيف الأخير؟.

يقول العلماء إن الله أراد أن يدرب المسلمين الأوائل، تدريبًا عمليًّا بأن هذا اليسر وتلك السعة لا دوام لهما، فهم وإن كانوا سينتصرون في بدر، فسوف ينهزمون في أحد، وإن كانوا سيوقفون زحف قريش والأحزاب المتحالفة معها بحفر الخندق، فسوف يتعرضون لغدر اليهود في الداخل بجانب الحصار من الخارج، ثم بعد الضيق يأتي الفرج، وبعد العسر يأتي اليسر، ليلمس المسلمون فضل الله عليهم ويكونوا موصولين به، فلا تضعف صلتهم به بعد نصر أو فتح، فتأتي هزيمة أو شدة تجعلهم يعتصمون بحبل الله المتين فيكونون دائمًا في فضل الله، يحمدونه إن جعل لهم بعد العسر يسرًا، وبعد الهزيمة نصرًا، وبعد الضيق فرجا.

فكان الصيام يسرًا بالاختيار، ثم عسرًا بالفرض تضييقًا للزمن المباح فيه المفطرات حتى صلاة العشاء، ثم يسرًا بتوسيع الزمن حتى مطلع الفجر، ليعلم المسلمون علم يقين قائم على التجربة والدليل أن الله أراد بهم اليسر حقًّا ولم يرد بهم العسر.

فكان الوعد الإلهي للنبي صلى الله عليه وسلم، بالدرجات العلى لمزيد من العبادة والشكر، حتى أن ابن مسعود كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم وحده فلم يطق، وكاد يجلس من طول قيام الرسول وهو يحكي عن ذلك فيقول: "صليت مع النبي صلَّى الله عليه وسَلَّم ليلة فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء، قيل: وما هممت به؛ قال: هممت أن أجلس وأدعه".

وكانت عائشة زوجة النبي قد تعجبت من همة الرسول في عبادته وقالت له ما قاله الرهط الذين أرادوا التشديد على أنفسهم؛ تقول عائشة رضي الله عنها: "إن النبي صلَّى الله عليه وسَلَّم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا".

يقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أُخبر رسول الله صلَّى الله عليه وسَلَّم أنى أقول: "لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت"، فقال رسول الله صلى الله عليهم وسلم: "أنت الذي تقول ذلك؟ فقلت: قد قلته يا رسول الله، فقال: إنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر، ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر"، قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك، قال: صم يوما وأفطر يومين"، قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله، قال: صم يومًا وأفطر يومًا، وذلك صيام داود عليه السلام، وهو أعدل الصيام"، قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك، قال: لا أفضل من ذلك".




الكلمات المفتاحية

قصة الصيام.. التدرج من التطوع إلى الفرض لماذا فرض الله الصيام في شهر رمضان؟ كيف كانت بداية الصيام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لم يفرض الله عز وجل الصيام مرة واحدة، ولكن الله سبحانه وتعالى راعى ظروف عباده، في فرض هذه العبادة العظيمة، من خلال التدرج، وبدأت قصة هذه العبادة عندم