اظهار أخبار متعلقة
لا ينفك الإنسان عن التغيير والتقليل بين الفرح والسرور والحزن والكآبة وهى أمور طارئة . كما يتقلب بين الطاعة والمعصية.. فهل لهذا التغير الاخير علاقة بالنفاق؟
الثبات على الطاعة:
الحقيقة أن الثبات على الطاعة يحتاج إلى إصرار ومجاهدة ومهما اجتهد المسلم لابد أنه سيخطئ ويقع في معصية يلزمها توبة وهكذا وفى الحديث" كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".
ومن محاسن القول ونحن نستقبل شهر عظيما هو شهر رمضان المعظم أن نعلم أنه لو ظفر الشيطان منك بمعصية ليصرفك عن الطاعة ألا تقف عند حدود الندم بل تعزم على مواصلة الطريق وتخرج من ربقة المعصية الضيق إلى فضاء الطاعة الفسيح.
علاقة التقلب بين الطاعة والمعصية بالنفاق:
ومن المقرر أنه لا يلزم أن يكون المتقلب بين الطاعة والمعصية منافقا؛ فإن المؤمن قد يزل، ويقع في المعصية، فإن وقع ذلك؛ فالواجب المبادرة للتوبة، روى أحمد، والترمذي، وابن ماجه عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
التسويف فى التوبة:
فإن وقع المسلم فى المعصية فالمعول عليه حتى لا يتهم بالنفاق فى شأن المعصية الإقبال على التوبة، وعدم تسويفها فهي واجبة على الفور، لا يجوز تأخيرها، قال عبد السميع الآبي في الثمر الداني: (والتوبة فريضة من كل ذنب) وهي: الندم على ما فات، والإقلاع عن الذنب في الحال، والنية أن لا يعود.
والمسارعة التوبة خير لصاحب المعصية إذ التقلّب في الأحوال بين الطاعة والمعصية، لا شك في أنه موجب للشفقة؛ فيخشى المرء أنه يموت على المعصية من غير التوبة منها؛ فيكون قد ختم له بسوء.
وصايا عملية:
ومن أفضل ما يمكن الاعتماد عليه على التوبة كثرة الذكر والاستغفار وتلاوة القرآن، والمداومة على ذلك -ثبّتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا، وفي الآخرة-.
أيضا الإكثار من الدعاء، فقد جاء في حديث شهر بن حوشب قال: قلت لأم سلمة -رضي الله عنها-: يا أم المؤمنين، ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك. قالت: فقلت له: يا رسول الله، ما أكثر دعاءَك: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك. قال: يا أم سلمة، ما من آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله عز وجل ما شاء أقام، وما شاء أزاغ. رواه أحمد، والترمذي.