لا يوجد إنسان خال من العيوب، فربما تواجه انتقاد الآخرين لك، فيؤثرون عليك بالسلب، والتفكر بشكل مستمر في انتقاداتهم، للحد الذي تتوقف عند نقدهم هذا، فلا تقدم شيئًا لنفسك في تجاوز ما وصفوك به، حتى تجد نفسك أسيرًا لكلماتهم.
فالانتقادات الوحيدة التي عليك الاهتمام بها هي التي تأتيك ممن تحب وتعرف أنهم يهتمون لمصلحتك، وهؤلاء عادة تكون انتقاداتهم إيجابية مصحوبة بحلول، لكن هذه الفئة التي لا تهتم سوى بعورات الناس، ليس مطلوبا منك الاهتمام بما يقولون، إلا إذا كان عيبا بداخلك وجدته موجها لك من عدة أشخاص يحبونك فوقتها عليك التفكير في التغيير جدياً.
وقد سأل الأستاذ طلابه يوماً:
إذا كان معكم 86,400 دولار ، وسرق أحدهم منكم 10 دولارات، هل ستلاحقونه وأنتم تحملون في يدكم 86,390 دولاراً، أم ستتركونه وتكملون طريقكم؟
جميع الطلبة أجابوا: بالطبع سنتركه ونحتفظ بالـ 86,390 دولار .
قال: في الواقع معظم الناس يفعلون العكس تماماً، وجميعهم يفقدون الـ 86,390 دولار مقابل الـ 10 دولارات!!
قالوا: هذا مستحيل! كيف ومن يفعل ذلك؟
فقال: الـ 86,400 هي في الحقيقة عدد الثواني في اليوم الواحد، ومقابل كلمة مزعجة يقولها لك أحدهم، أو موقف أغضبك في 10 ثوانٍ، ستبقى تفكر في ذلك الموقف لبقية اليوم، و تجعل الـ 10 ثواني تضيع الـ 86,390 ثانية!
لذا الكثير من الناس يجعل موقفاً أو كلمة سلبية تستنزف طاقته وتفكيره وتحبط عزيمته لبقية اليوم.
فهناك شخصيات سامة يكون لديها الرغبة في التحكم بك أو السيطرة عليك أو ابتزازك لفعل شيء، قد تكون آراؤهم السلبية بدافع الرغبة في التحكم بك او التسلط أو قد يكون إنتقادهم بدافع الحقد والحسد، البعض لا يعجبهم أي شيء، وأفكارهم وآرائهم السلبية سببها الوحيد أنهم سلبيون.
اظهار أخبار متعلقة
كيف تعامل القرآن؟
قال تعالى في سورة الحجر:{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99) }.
وجه القرآن الكريم النبي صلى الله عليه وسلم عندما يضيق صدره من كلام الناس إلى ثلاثة أشياء هي:
أولاً: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال سبحان الله وبحمده 100 مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
وفى الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان
في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ".
ثانيًا: { وكن من الساجدين}.
فأقرب ما يكون العبد لربه وهو في هذا الذُل من لحظات السجود، قال تعالى :{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }(19) سوره العلق.
وعن ربيعة بن كعب قال : كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم آتيه بوضوئه وحاجته، فقال :سلني.. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة..فقال : أو غير ذلك ؟ فقلت : هو ذاك، فقال : أعني على نفسك بكثرة السجود"ز
ثالثًا: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }.