مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
الاحتياج الجنسي هو كغيره من الاحتياجات الانسانية، حق، ومشروع، ويجب اشباعه.
والبداية في التعامل الصحي مع الاحتياجات يا عزيزي يون بالاعتراف بها، واحترامها، حتى تتمكن من اشباعها بطرق صحية.
مشكلة الاحتياجات أنها "تتوحش" إن لم نحسن التعامل الصحي معها، فتلح بشدة وتستحوذ على الاهتمام، والتفكير، وكل شيء، وهو ما حدث معك، لذا فلن يجدي معها صوم ولا عبادات كما ذكرت، ومن ثم تغرق في العادة والاباحيات ومشاعر الذنب وعدم الاشباع الحقيقي الذي تريده، فتغرق في "معاناة".
ما الحل إذا؟!
الحل هو ألا تترك نفسك للمعاناة، والفراغ، وأقصد به هنا فراغ حياتك وعقلك وتفكيرك من كل شيء سوى الرغبة الجنسية.
التمحور في التفكير حولها مدمر بلاشك، لذا فالخطوة الأولى والأساسية تأتي من العقل، وشغل الدماغ ومزاحمة فكرة الجنس المسيطرة بأفكار انشغالات أخرى، وعندها يمكن أن يكون للصوم جدوى.
أنت تريد حلًا غير مؤقت يا عزيزي، لأنك وكما ذكرت غير مستعد الآن لتكاليف الزواج وربما تبقى هكذا لعدد من السنوات لا تعرفه، لذا لابد من إعادة برمجة عقلك، وحياتك، وتغيير أنشطتك في الحياة، وبناء نظام حياة "لايف ستايل" مختلف عما أنت عليه الآن.
تحتاج أن تصبح حياتك"مزدحمة" بالفعاليات والأنشطة المتنوعة رياضية واجتماعية وخيرية وفنية، إلخ، والأعمال النافعة لك، فليس المطلوب أن تضيع عمرك، ووقتك فيما لا يناسبك أو يفيدك على المدى القصير والطويل، بدعوى الانشغال عن التفكير في الجنس بكثرة.
تعرّف على بقية احتياجاتك يا عزيزي، اقترب من ذاتك، لتتعلم كيف تعتني بها بشكل حقيقي، وتنفق في هذا وقتك، وطاقتك، بما يخدّم بشكل جيد على مستقبلك عاطفيًا، ومهنيًا.
وأخيرًا، تذكر أن مهتمك الأولى في الحياة أن "تحافظ" على نفسك من كل الزوايا، فاجتهد في هذا، ومنها ترتيب حياتك، وادخار مالك، بشكل أفضل يعجّل بالزواج.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.