يعيش المسلم في هذه الدنيا وهمه الآخرة، همه رضا الله تعالى ولهذا هو متعلق قلبه بما عند الله وما أعده الله له هناك من القصور في الجنة ونعيمها ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ؛ فبيوت الجنة وقصورها ليست كبيوت الدنيا، وإنما كما قال صلى الله عليه وسلم: [لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران.. من يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم](رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني).
ما الأعمال التي تضمن لك نعيم الجنة؟
إن طاعة الله تعالى بعامة والحرص على رضاه والتمسك بسنة حبيبه ومصطفاه هو الدافع لدخول الجنة والتنعم بما فيها غير أن هناك أعمالا معينة نصت عليها الأحاديث توصلك للجنة من هذه الأعمال ما يلي:
-الصبر على فقد الأبناء فقد روى الترمذي عن أبي موسى الأشعري قال صلى الله عليه وسلم: [إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده. فيقولون: نعم فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجعك. فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد].
-أيضا تشييد المساجد فقد روى البخاري ومسلم عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [مَنْ بَنَى للهِ تَعَالَى مسجدا، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ]، وفي بعض الروايات في غير الصحيحين [ولو كمفحص قطاة] يعني ولو كان صغيرا كعش الطائر الذي يضع فيه بيضه.
-ومن هذه الأعمال أيضا حسن الخلق وترك المراء والكذب: فعن أبي أمامة قال صلى الله عليه وسلم: [أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه] (رواه أبو داود والترمذي).
-ومنها المحافظة على السنن الرواتب: ففي صحيح مسلم عن أم حبيبة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: [ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا، غير فريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة، أو إلا بني
-ومن الأعمال الجليلة التي تضمن لك الجنة وهي أعمال يسيرة المداومة على الذكر لاسيما الأذكار المنصوص على فضلها وثوابها ومنها قراءة سورة الإخلاص عشر مرات.. فعن مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ عَن سيدنا النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [مَنْ قَرَأَ [قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ] حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذًا نَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ](رواه أحمد وحسنه الألباني).
-حفظ اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة وما يحرم قوله وكذا حفظ الفرج عن الوقوع فيما حرم الله أيضا من الأعمال التي ضمن الرسول لفاعلها الجنة، ففي الحديث: "من حفظ لي ما بين لحييْهِ وما بين رِجليْهِ أضمنُ له الجنةَ".