أخبار

تعرف على أهم الفروق بين عفو الله ومغفرته

أمر هام كلما فعلته تكون حبيب الله وأقرب إلى رسول الله.. مقطع لا يفوتك

سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور الله

جبر الخواطر .. أعظم عبادة تقربك من الله .. فضائل لا تحصى لهذا الخلق تؤمن لك معية الرحمن في المخاطر

لا صراع بين حقين.. لماذا يذيق الله الناس بأس بعضهم بعضًا؟ (الشعراوي يجيب)

10خطوات تعين المؤمن علي الابتعاد عن المعاصي .. اتبع هذه النصائح

الآثار النفسية والاجتماعية لزنا المحارم.. وخطوات علاج ضحاياه

إذا كنت خجولًا.. تقول نعم بدلًا من لا.. فتدرب على "الحزم" في 8 خطوات

أول من يكسى في النار.. هذه حلته

"واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله".. هل نتقي اليوم.. أو نتقي ما ينشأ في اليوم؟ (الشعراوي يجيب)

سيأتي الفرج أقرب مما تتخيل وبدون شروط.. فقط ثق في موعود الله

بقلم | أنس محمد | الاحد 28 يناير 2024 - 05:41 م

كثير من الناس يعانون من بالإحباط في الآونة الأخيرة، نتيجة تراكم الابتلاءات، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتواتر الازمات، بداية من انتشار فيروس كورونا، وانتهاءً بحالة التمزق والصراعات التي تشهدها العديد من الدول، حتى ظن البعض أن الفرج لن يأتي، والبلاء لن يمر.

 يقول الإمام الشافعي:

ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظن أنها لن تفرج

ثق في موعود الله


فهذه الدنيا دار بلاء وامتحان مستمر، ولكن وعد الله عز وجل إن بعد هذا الامتحان وبعد هذا العسر سيأتي اليسر لا محالة، بدون شروط، فقط لمن يؤمنون ويثقون في موعود الله، وستنفك كافة المنغصات التي تشبه أمواج البحر المتلاطمة، فقد لا تجد إنساناً كامل السعادة، فالغني يؤرقه خوفه على ضياع ماله، والسلطان يخشى زوال ملكه، والفقير يشقى بفقره، وكثير من البشر لا يدرك قيمة ما حازه ويتطلع إلى ما يفتقده؛ لذلك تجد حياته بائسة لعدم رضاه وقناعته؛ لكن المؤمن بما في يديه والذي يطمح فيما عند الله ويثق في موعوده، هو فقط منن تنفك كربه ويفرج همه.

فمَنْ صاحَبَتْهُ معية الله يكون يوم ضعفه ومظلوميته مع الله بالدعاء والاستغفار والصبر والاحتساب، ويوم قوَّته لا ينساق خلف نفسه المنتقمة الباطشة، ويتذكَّر أن العفو أقرب إلى التقوى، والمصائب تنزل بالإنسان ليظهر جوهره ومعدنه؛ فمنهم من تزيده المصائب قرباً من الله، ومنهم من يجزع ويطيش عقله، ولا يهتدي إلى اللجوء إلى ربه الذي بيده كشف الضر وتحويل المحن إلى منح.

فهذه الدنيا؛ كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم يوم حلو، ويوم مُرٌّ، فلا الحلاوة تبقى، ولا المرارة تدوم، فعن أوس بن حارثة، جدُّ الأنصار، لبنيه حين حضرته الوفاة: "الدهر يومان: فيوم لك، ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصطبر، وكلاهما سينحسر".

ومن أهم شروط الفرج هو شرط واحد الرضا بالقضاء والتسليم له، والثقة في موعود الله بالفرج، والصبر على أمر الله، وغيره من القيم التي تتجلى للإنسان في هذه الأحوال.

وقد حذَّر الرسول صلى الله عليه وسلم الذين يجزعون عند حلول المصائب بهم، ولا سيما عند مصيبة الموت؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا مَن لطم الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية".

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر، فهو المركب الذي لا يغرق أبداً، مَن ركبه فقد نجا.

فقد مرَّ النبي بامرأة تبكي عند قبر فقال: "اتَّقي الله واصبري".
 قالت: إليك عني، فإنك لم تُصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك.
فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى".

فمهما كان العسر ستنفك الكرب ويزول الأثر، فلا يجتمع على عبد عسران، والمصائب مهما عظمت فإن أثرها لا يلبث أن يضعف بمرور الوقت، وقد ينمحي أثرها بالكلية؛ لذلك قال وهب بن منبه: "ما من شيء إلا يبدو صغيراً ثم يكبر، إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر".


ومن عصمة الله الرضا بقضائه، ومن لطفه توفيقه العبد للصبر، والصابر على بلاء الله يناله من الأجر ما لا يقدر أحد على وصفه، أو الإتيان على كنهه؛ فعن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ولد العَبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد".

اقرأ أيضا:

سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور الله

سلم أمرك لله وستفرج


ومن حكمة الابتلاء أن يسلم الإنسان أمره كله لله، فالعبد الصالح لا يسخط بحكم الله، فهو يعلم أن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه، "وإن كان ذلك الخير مستوراً عن إدراكه وحدسه"، ومن وصل إلى حقيقة الإيمان؛ حيث ترسَّخ في يقينه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه؛ فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أن الله عذَّبَ أهل سماواته وأهل أرضه، لعذَّبهم غيرَ ظالمٍ لهم.. ولو رحِمهم، كانت رحمته لهم خيراً من أعمالهم.. ولو كان لك جبلُ أُحُد – أو مثل جبل أحد – ذهباً، أنفقته في سبيل الله، ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنك إن مت على غير هذا، دخلْتَ النارَ".

لذلك على المؤمن الفطن أن يوطِّن نفسه على ما يقضي الله له، وأن يرضى به اختياراً، وإلا رضي به اضطراراً.

فإن المؤمن إذا كان صادقاً في توكله، واثقاً بكرم الله تعالى وتفضله، معتقداً بأنه سبحانه المتكفِّل بالأرزاق، وأنه المسبب المانح على الإطلاق، كان رفيع الهمَّة عن الخلق وأسبابهم، مطمئن النفس بحصول المقسوم على أي طريق كان مجهول هو أو معلوم.

فقط ثق في موعود الله لك بالفرج، وخذ بالأسباب، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك:15]، وقال تعالى لمريم: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم:25].



الكلمات المفتاحية

ثق في موعود الله الفرج من الله المعاناة من الإحباط هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كثير من الناس يعانون من بالإحباط في الآونة الأخيرة، نتيجة تراكم الابتلاءات، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتواتر الازمات، بداية من انتشار فيروس كورونا، وانت