بقلم |
محمد جمال |
الاربعاء 28 فبراير 2024 - 02:25 م
رمضان شهر بسنة بل شهر بدهر فمن غفل عنه ولم يعمل له ولا فيه ضيع على نفسه فرصة عظيمة فى التقرب إلى الله تعالى ومغفرة الذنوب ورفع الدرجات.
اختلاف أحوال الناس في استقبال رمضان: رمضان فرصة العمر فمن فاز به فقد فاز ومن خيره فقد خسر خسرانا مبينا. ولهذا المعنى يختلف أحوال الناس في الاستعداد لرمضان فمنهم من لا يهتم لا بقدومه بل ولا بذهابه فرمضان عنده كمثل باقي باقي شهور العام. ومنهم من يكره قدومه ويسشعر ثقله ويظل حاملا هم هذا الشهر ينتظر ذهابه ومثل هذا على خطر عظيم وعليه أن يجدد التوبة ويفهم أهمية رمضان ويعالج أموره ويصحح أحواله. غير أن هناك نفرا من الناس يدركون أهمية رمضان فهم يترقبون مجيئه يفرحون بقدومه جدا ويحزنون لفواته ويتمنون أن العام كله رمضان وهؤلاء السلف الصالح ومن على نهجهم إلى يوم الدين من الصالحين، وفى الحديث خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له. ومن يدرك أهمية رمضان لا يقف عند مستوى الفرح به بل بحسن استقباله بالعمل الصالح قبلها بفترات طويلة حتى تتهيأ النفس للطاعة وقديما قيل من فاجأه رمضان بالقدوم فاجأه بالرحيل. كيف نستعد لرمضان؟ أن الاستعداد لرمضان يختلف باختلاف ثقافات عنه فالطائعون وهم افضل من يستعدون لاستقبال شهر رمضان يحرصون على رد المظالم والتوبة ويكثرون من الاستغفار والإنابة ويجددون علاقتهم بالقران والذكر والدعاء وصلاة النوافل.
قيام الليل وأهميته فى استقبال رمضان: ومن أفضل ما يمكن أن تساعد به لشهر مصانع تعويد النفس في هذه الأيام على قيام الليل ومناجاة الرب في الخلوات. وقيام بهذه الصورة هو استعداد نفسى لصلاة التراويح وقد وصف الله من يحرصون على هذه الطاعة فقال قال تعالى: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" {السجدة :16-17}، وقال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام. رواه الترمذي. ولقيام الليل فضل كبير وفوائد عظيمة من هذا أن قيام الليل سبيلٌ إلى القيام بشكر نعمة الله على العبد، والشاكرون قد وعدهم الله بالزيادة، كما قال تعالى: وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}، وقد قالت عائشة ـ رضي الله عنها: كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً. متفق عليه.