يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (االأعراف 180)، ومن بين تلك الأسماء، هو اسم الله (الحافظ)، أي الذي يصون عبده عن أسباب الهلكة في دينه ودنياه، ويحفظ على الخلق أعمالهم ويحصيها، وهو الذي يحفظ ويعصم عباده من مكائد الشيطان ووساوسه.
وقد ورد اسم الله (الحافظ) في قوله تعالى: « فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ » (يوسف: 64)، وفي قوله تعالى أيضًا: « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ » (الحجر: 9).
وهي من الأسماء التي يجب على كل مسلم أن يعي معناها، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة».
اسم الله الحافظ
أما معنى اسم الله الحافظ، أي أنه يحفظ السماوات والأرض وما فيهما لتبقى مدة بقائها فلا تزول ولا تنتهي، كقوله تعالى: « وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ » (البقرة: 255)، وقوله أيضًا سبحانه وتعالى: « وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ » (الصافات: 7)، وقوله عز وجل: « إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا » (فاطر: 41).
فهو سبحانه يحفظ عبده من المهالك ومن مصارع السوء كقوله تعالى: « لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ » (الرعد: 11)، ويحفظ العبد من الشرور والآفات، ويحفظه من عقابه وعذابه إن هو حفظ حدود الله واجتنب محارمه، قال تعالى: « فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ » (النساء: 34).
صفة مدح
أيضًا فإن اسم الحافظ يكون في صيغة المدح إذا اتصف بها إنسان ما، فقد مدح الله سبحانه وتعالي، الذين يحفظون حقوقه وحدوده، فقال بعدما ذكر بعضًا من صفاتهم: « وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ » (التوبة: 112)، وقال أيضًا سحانه وتعالى: « هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ » (ق: 32، 33).
ومن ثمّ فإن من أعظم ما يجب على المسلم حفظه من حقوق الله (التوحيد) فإن من حفظ هذا الحق حفظه الله يوم القيامة وأَمنهُ من عذابه، قال تعالى: « الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ » (الأنعام: 82).
اقرأ أيضا:
من ثمار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المباركة.. افتح بها يومك بالخير