بقلم |
محمد جمال حليم |
الاحد 28 ابريل 2024 - 09:07 ص
من لطف الله جل وعلا بعباده أن شرع لهم باب التوبة وجعله مفتوحا ..فهو سبحانه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات . التوبة حياة الروح والجسد: فلو تخيلت أن من يذنب يظل الذنب في رقبته لا يغفره الله له ساعتها ستدرك كم الغم الذي سيصبك والذنوب تتكاثر أمام عينك حتى تصير كالجبال لا تستطيع منها فكاكا. وحينما تتكاثر ذنوبك ستستقل اي طاعة تفعلها وتشعر باليأس من الحياة جميعا لكنه سبحانه شرع التوبة تحمل الأمل وحينما تعلم انك بتوبتك ستتحول ذنوبك لحسنات ستقدم على التوبة وانت راغب ترجو ثواب الله وغفران الذنوب ..لذا كانت التوبة حياة. التوبة باب الامل: ومن سعة رحمته بعباده قد شرع لهم التوبة والإنابة إليه وحثهم عليها ورغبهم فيها، ووعد التائب بالرحمة والغفران مهما بلغت ذنوبه، فمن جملة ذلك قوله جل وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ {الزمر:53-54}، وقال تعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}، وقد تضافرت دلائل الكتاب والسنة على وجوب التوبة، ولزوم المبادرة إليها، وأجمع على ذلك أئمة الإسلام رحمهم الله تعالى، وإذا علم ذلك فإن التائب لا يكون تائباً حقاً إلا إذا توفرت في توبته. شروط التوبة:
الشرط الأول: الإخلاص وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عز وجل.
الثاني: الإقلاع عن الذنب.
الثالث: الندم على فعله.
الرابع: العزم على عدم الرجوع إليه.
الخامس: أن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلى حال الغرغرة عند الموت.
وينضاف شرط آخر يتعلق بحقوق العباد وهو أنه لا بد أن يبذل قدر طاقته ووسعه في رد المسروقات إلى أصحابها، فإن عجز عن معرفة أصحابها بعد محاولات متكررة وبحث جاد فليتصدق بتلك المسروقات -إن كانت موجودة- وإن كانت غير موجودة فليتصدق بقيمتها إن كان قادراً على ذلك، على أنه متى ما وجد أصحابها خيرهم بين أن يرد عليهم مثل ما أخذ منهم أو قيمته وبين أن يقبلوها صدقة عنهم.
ثم إن عليه أن يكثر من أعمال البر، فإن أصحاب الحقوق قد يطالبونه بها يوم القيامة، والله حكم عدل فقد يوفيهم إياها من حسناته، فعليه أن يكثر من الحسنات.