أخبار

فوائد صحية مذهلة لتناول الشوكولاتة

السجائر الإلكترونية تسبب حب الشباب وظهور التجاعيد

الفوارق الاجتماعية حقيقة إنسانية ثابتة.. لكن إياك أن تشعر بالنقص أبدًا

تكرار الوضوء في المنام.. ما دلالته؟

"لا حيلة في الرزق".. انشغل عن رزقه بحسدك فكيف تبطل أثر عينه؟

ودع أصحابه لكنهم لم يودعوه.. أصعب كلمة وداع في التاريخ

لماذا كانت كلمة التوحيد خير الذكر.. تعرف على أهم الأسباب

"أيوب ولقمان" حكم ومواعظ من ذهب.. ماذا قالا عن كرامة الإنسان؟

روشتة سحرية قبل الانفجار من ضغوط الحياة.. هل اختليت بنفسك مع الله؟!

هزيمتك تذهب بركة يومك.. كيف تنتصر على الشيطان في معركة الفجر؟

وجبة ملوكية أبكت هارون الرشيد.. كم كان ثمنها؟

بقلم | عامر عبدالحميد | الخميس 01 اغسطس 2024 - 06:28 م

وصلت أمور الحياة والمعيشة في قصور خلفاء بني العباس شأوا بعيدا، خاصة في العصر الذهبي للدولة مع الخليفة هارون الرشيد، والذي كانت بصماته الحضارية والأريحية موجودة في كل مؤسسات الدولة، ومع ذلك فقد كان هارون الرشيد مراجعا لنفسه مؤنبا لضميره عندما تتجاوز النفس حدها.

الرشيد ووجبته المفضلة:


قال الأمير العباسي إبراهيم بن المهدي : إنه كان يتغدى مع الرشيد في يوم شات، وأن الرشيد سأل صاحب المطبخ: هل عنده برمة – إناء- من لحم الجزور- الإبل-؟ فأعلمه أن عنده عدة ألوان منه، فأمر بإحضار ما عنده منه.
يقول : فقُدمت إليه إناء ومد يده إلى لقمة منها فأدخلها في فيه، فلما حرك أسنانه عليها مرتين ضحك وزيره جعفر بن يحيى.
 فسأله الرشيد عن سبب ضحكه، وأمسك عن المضغ، فقال: ذكرت كلاما دار بيني وبين جاريتي البارحة فضحكت منه، فقال له الرشيد: هذا محال، فأخبرني عن السبب بحقي عليك.
 فقال له الوزير جعفر: إذا ابتلع أمير المؤمنين لقمته حدثته السبب، فأخرج لقمته من فيه وألقاها تحت المائدة.
 فلما فعل ذلك قال له جعفر بكم يتوهم أمير المؤمنين وألقاها تحت المائدة، فلما فعل ذلك قال له جعفر: بكم يتوهم أمير المؤمنين أن هذا اللون يقوم عليه؟


ثمن وتكلفة الوجبة:


فقال له الرشيد: أظنه يقوم علي بأربعة آلاف درهم، فقال له جعفر: والله إن هذا اللون ليقوم عليك بأربع مائة ألف درهم.
 فقال: وكيف ويحك؟ فقال جعفر: سأل أمير المؤمنين صاحب المطبخ منذ أكثر من أربع سنين عن برمة من لحم الجزور فأخبره أنه لم يتخذها، فأنكر ذلك على أمير المؤمنين وقال: لا يفت مطبخي لون يتخذ من لحم الجزور في كل يوم.
ويواصل الوزير في رده على الرشيد: فأنا منذ ذلك اليوم أنحر جزورا في كل يوم لأن الخلفاء لا يبتاع لهم لحم الجزور من السوق، ولم يدع أمير المؤمنين بشيء من لحمها إلى يومه هذا.
بكاء الرشيد:
 قال الأمير إبراهيم بن المهدي: وكان الرشيد في أول طعامه ولم يكن أكل إلا منه إلا واحدة، وكان أشد خلق الله تقززا، فصعق حين قال له جعفر ما قال، وضرب بيده اليمنى وفيها أثر الطعام وجهه ومد بها لحيته ثم قال: هلكت ويلك يا هارون، واندفع يبكي، وأمر برفع المائدة وطفق يبكي حتى أذنه المؤذنون بصلاة الظهر.
وأمر بمليون درهم أن تفرق في كل جانب من جانب من جانبي بغداد خمسمائة ألف درهم وأن يفرق في كل مدينة من الكوفة والبصرة خمسمائة ألف درهم.
 وقال: لعل الله تعالى أن يغفر لي هذا الذنب، وقام يصلي الظهر، ثم عاد في مكانه فلم يزل باكيا حتى أذنه المؤذنون بصلاة العصر وقام فصلى: وعاد لمكانه إلى أن قرب ما بين صلاة العصر والمغرب.

تدخل قاضي القضاة:


فأخبره القاسم بن الربيع مولاه أن أباه يوسف القاضي بالباب فأمره بإدخاله، فدخل وسلم فلم يرد عليه وأقبل يقول: يا يعقوب هلك هارون، فسأله يعقوب عن القصة فقال: يخبرك جعفر بها وعاد لبكائه.
وحضر جعفر فسأله أبو يوسف عن القصة والسبب المخرج للرشيد إلي ما خرج إليه، فحدثه جعفر عن الجزور التي كانت تنحر في كل يوم طول تلك المدة ومبلغ ما أنفق في أثمانها من الأموال.
فقال له أبو يوسف: أخبرني عن هذه الإبل التي كانت تبتاع بهذه الدراهم هل كانت تترك إذا نحرت حتى تفسد، ولا تؤكل لحومها حتى تنتن فيرمى بها؟
قال جعفر: اللهم لا، قال أبو يوسف: فكان يصنع بها ماذا؟ قال: يأكلها الحشم والموالي وعيال أمير المؤمنين، فقال أبو يوسف: الله أكبر الله أكبر، أبشر يا أمير المؤمنين بالثواب الجزيل من الله عز وجل على نفقتك، وأبشر بثواب الله تعالى على ما فتح لك من الصدقة في يومك هذا، ومن البكاء للتقية من ربك، فإني لأرجو يا أمير المؤمنين أن لا يرضي الله تعالى من ثوابه على ما قد داخلك من الخوف من سخطه عليك إلا الجنة، فإنه يقول تعالى: " ولمن خاف مقام ربه جنتان ".
يقول القاضي: وأنا أشهد بالله تعالى أنك خفت مقام ربك، فسري عن الرشيد وطابت نفسه ووصل أبا يوسف بأربعمائة ألف درهم، ثم صلى المغرب ودعا بطعامه فأكل، فكان غداؤه في اليوم عشاءه.

الكلمات المفتاحية

هارون الرشيد العصر العباسي لحم الجزور

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled وصلت أمور الحياة والمعيشة في قصور خلفاء بني العباس شأوا بعيدا، خاصة في العصر الذهبي للدولة مع الخليفة هارون الرشيد، والذي كانت بصماته الحضارية والأريح