يعد سرطان المبيض، خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عند النساء بعد سرطان الثدي والرئة والأمعاء والرحم.

ويسمى في كثير من الأحيان باسم "القاتل الصامت" بسبب عدم وجود أعراض واضحة له. وإذا تم تشخيص سرطان المبيض في المرحلة الأولى، تمتلك المرأة فرصة البقاء على قيد الحياة بنسبة 90 في المائة، لمدة خمس سنوات أو أكثر.

غير أنه في الغالب لا يتم اكتشاف المرض إلا في وقت متأخر جدًا، حيث تتراجع فرص البقاء على قيد الحياة إلى نسبة 4 في المائة. والأمر الأكثر صعوبة هو أن العديد من أعراض سرطان المبيض تشبه أيضًا متلازمة ما قبل الحيض (PMS).

الأعراض

الدكتور جون بتلر، استشاري جراحة أورام أمراض النساء، والمدير الطبي لمؤسسة "ليدي جاردن فاونديشن"، قال إنه معظم النساء تعاني من أعراض يمكن أن تساعد في الوصول إلى التشخيص المبكر.

وأوضح أن "الأعراض الأكثر شيوعًا هي انتفاخ البطن أو الانتفاخ، آلام الحوض أو البطن، انخفاض الشهية أو الشعور بالشبع بسرعة أكبر، والحاجة إلى التبول بشكل متكرر".

وأشار الدكتور بتلر إلى أن هذه الأعراض شائعة ولا تعني عادةً وجود مشكلة، لكن إذا استمرت بعد بضعة أسابيع أو أكثر، فمن المهم أن يتم فحصها.

وتابع: "تشترك السرطانات الأخرى في البطن في أعراض أخرى مثل عسر الهضم، وتغير عادة الأمعاء، والشعور بالتعب، وآلام الظهر، وفقدان الوزن دون محاولة، وضيق النفس، والشعور بورم جديد، أو نزيف مهبلي غير طبيعي".

الدورة الشهرية أم سرطان المبيض؟

قد يكون من الصعب التفريق بين الاثنين لأن الأعراض متشابهة جدًا. لكن الدكتور بتلر يقول: "تتميز متلازمة ما قبل الدورة الشهرية بأعراض جسدية ونفسية تحدث قبل الحيض، ثم تختفي".

وأضاف: "لا ترتبط أعراض سرطان المبيض بالدورة الشهرية وعادة ما تزداد سوءًا بمرور الوقت"، مرجحًا أنه "إذا ظهرت الأعراض وتختفي مع الدورة الشهرية، فمن المحتمل ألا تكون علامة على الإصابة بسرطان المبيض".

لكن، كما يشير الدكتور بتلر، هناك حالات أخرى يمكن أن تشير إليها هذه الأعراض - مثل الانتباذ البطاني الرحمي، لذلك "من المهم إجراء الفحص"، حيث يمكن علاجه.

متى يجب استشارة الطبيب؟

من المهم ملاحظة أي تغييرات لاعلاقة لها بأعراض الدورة الشهرية. لذا أوصى الدكتور بتلر بطلب المشورة الطبية العاجلة عند المعاناة من أي أعراض شديدة، "لمزيد من الأعراض الدقيقة، يجدر فحصها إذا لم تستقر في غضون ستة أسابيع".

عوامل الخطر

قال الدكتور بتلر: "يزداد خطر الإصابة بسرطان المبيض مع تقدم العمر ويتم تشخيص معظم النساء بعد انقطاع الطمث"، مقدرًا أن هناك "حوالي 15 في المائة من المرضى يعانين من حالة وراثية تسببت في الإصابة بالسرطان."

اقرأ أيضا:

لا تفوتك.. فوائد مذهلة لتناول الموز الأخضر

حياة صحية 

وفقًا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، يمكن الوقاية من 11 في المائة فقط من حالات سرطان المبيض. وقال الدكتور بتلر إنه مشترك مع جميع أنواع السرطان، لذا فإن أسلوب الحياة الصحي والوزن الطبيعي وتجنب التدخين يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

وكشف: "إن أهم شيئين يمكن للناس القيام بهما لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان هما الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي"، لافتًا إلى أن الأبحاث السابقة أشارت إلى أن سبعة في المائة من حالات سرطان المبيض ناتجة عن زيادة الوزن والسمنة في المملكة المتحدة.

وأضاف الدكتور بتلر، أنه بشكل عام، من المهم اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات الطازجة والكثير من الألياف جنبًا إلى جنب مع التمارين المنتظمة، والحد من تناول الكحوليات.

وأشار أيضًا إلى أن حبوب منع الحمل المركبة، إذا تم تناولها لمدة خمس سنوات أو أكثر، تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض والرحم، "لكن هذا لا يوفر حماية بنسبة 100 في المائة، وإذا كانت لديك أعراض، قلقة بشأنها يجب أن يتم فحصك".

خيارات العلاج

قال الدكتور بتلر: "يحتاج معظم المرضى إلى مزيج من الجراحة والعلاج الكيميائي، ومع اكتشافنا المزيد عن المرض، يمكننا تخصيص علاجات لنوع فرعي محدد من السرطان الذي يعاني منه المريض"، مبينًا أنه يمكن تحديد العلاج المطلوب حسب المرحلة التي تم فيها اكتشاف السرطان.