مرحبًا بك يا عزيزتي..
لا أعرف هل تعافيت من صدمة فقد الأب وأنت في سن صغيرة، وتحملك المسئولية الاقتصادية، قبل أن تحلي محله وتقومين بدوره أم لا؟
لاشك أنك في القلب من الضغوط النفسية، أنت كمن فرض عليه القتال، وفجأة، وارتداء درع الحرب مهما يكن حاله ومشاعرك وقدراته.
أخشى عليك يا عزيزتي من انهيارك نفسيًا بسبب تحملك فوق الطاقة النفسية، ومعاناتك جسديًا كانعكاس، وهو ما بدأ يظهر لديك كما ذكرت.
عندما نجابه ظروفًا وأقدارًا بدون اختيار، ولا حيلة لنا فيها، فلا حل سوى "القبول"، مهما يكن الأمر مؤلمًا.
هذه جزئية، أما الأخرى فهي أعمار إخوتك ومراحلهم الدراسية، فالمؤكد أن أحدًا منهم مثلًا في المرحلة الجامعية، والثانوية، وهذه أعمار يمكنها أن تساند، وتتولى المسئولية والمشاركة معك.
وأخيرًا، الحياة لم تنته بعد، وأنت صاحبة إنجازات ليست لأي أحد، فالحياة ليست زواجًا فحسب، وأتفهم جيدًا أنه حق لك، ولكن لابد من إدراك أن الحياة واسعة وأنت عشتيها بعمق ومبكرًا، وأن الزواج رزق سيأتي في موعده الذي كتبه الله.
عزيزتي لا تضيعي انجازاتك بندم عليها، ظنًا أن عمرك ضاع بسبب ذلك، بل افخري بنفسك، وامتن لله أن جعل فيك هذه القوة، والإرادة.
أعيدي ترتيب حياتك يا عزيزتي، وأشركي إخوتك الكبار معك، وانفتحي على علاقات مناسبة، ومجتمع آمن يمكنك من خلاله التعرف على الناس حتى تجدين الزوج المناسب.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.