معجزات ودلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تحصى، حيث روت كتب السيرة الكثير من مبهرات ودلائل معجزاته التي تدل على أعلام وصحة نبوته صلى الله عليه وسلم.
قصة عجيبة:
قال رجل من بني ليث: بعثني قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة لآتيهم بخبره، فقدمت فبت في جبل آل خويلد، ومعي فلان ابن فلان، فلم أر كرعبه.
فقلت: أبهذا القلب تقاتل محمدا صلى الله عليه وسلم، فقال: إن نفسي تخبرني أنه إن رآني قتلني.
فلما أصبح أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال لي الرجل: ائتني بخبره ولا يعلمن بمكاني.
قال: فأتيته فأجده جالسا بالأبطح في ثوبين أبيضين كأني أنظر إلى ثنايا بطنه، وبلال قائم يقرأ " يس، والقرآن الحكيم " فقلت له: مره فليزدنا من هذا الكلام الطيب.
فقال: زده يا بلال، فقرأ " اقتربت الساعة وانشق القمر " فدنوت منه.
فقلت: يا رسول الله، كيف الإسلام؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتفعل ما تؤمر به وتنهى عما تنهى عنه.
فقلت: يا رسول الله، إن عندي أمانة لرجل أفأكتمها أم أحدثك بها؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتمها وهو فلان ابن فلان، بات معك في هذه الليلة في جبل آل خويلد وللظالمين مصارع، الله صارعه فيها؟
تحقق المعجزة:
قال: ورحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ورحلت معه فانكشفت هوازن، ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الرجل صريعا يركض برجليه، فقال: أبعدك الله فإنك كنت تبغض قريشا.
ففي هذا الخبر علم من إعلام النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على ثبوت رسالته، وصحة نبوته، وما أطلعه الله عليه من غيبه، الذي يكرم من يخصه به، وعلى منزلة قريش قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسرته ورهطه الأدنين وعزته.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه، قال: " من يرد هوان قريش أهانه الله " وكيف يبغض ذو حجى - عقل- قبيلا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد أصفيائه، وخاتم أنبيائه.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينمن عجائب بني إسرائيل:
قال كعب الأحبار: إن رجلا من بني إسرائيل أتى فاحشة فدخل نهرا يغتسل فيه، فناداه الماء: يا فلان ألا تستحي ألم تتب من هذا الذنب؟
فقلت إنك لا تعود فيه؟ فخرج من الماء فزعا وهو يقول: لا أعصي الله، فأتى جبلا فيه اثنا عشر رجلا يعبدون الله فلم يزل معهم حتى تخطوا موضعهم فنزلوا يطلبون الكلأ، فمروا على ذلك النهر.
فقال الرجل: أما أنا فلست بذاهب معكم، قالوا له: لم؟ قال: لأن ثم من قد اطلع مني على خطيئة فأنا أستحيي منه أن يراني، فتركوه ومضوا، فناداهم النهر: يا أيها العباد! ما فعل صاحبكم؟ قالوا: زعم لنا أن هاهنا من قد اطلع منه على خطيئة فهو يستحيي منه أن يراه.
قال: يا سبحان الله، إن بعضكم ليغضب على ولده أو على قراباته، فإذا تاب ورجع إلى ما يحب أحبه، وإن صاحبكم قد تاب ورجع إلى ما أحب فأنا أحبه، فأتوه فأخبروه، واعبدوا الله على شاطئي.
فأخبروه فجاء معهم فأقاموا يعبدون الله زمانا، ثم إن صاحب الفاحشة توفي، فناداهم النهر: يا أيها العباد والعبيد الزهاد، غسلوه من مائي وادفنوه على شاطئي حتى يبعث يوم القيامة من قربي، ففعلوا به ذلك، وقالوا: نبيت ليلتنا هذه على قبره نبكي، فإذا أصبحنا سرنا، فباتوا على قبره يبكون.
فلما جاء وقت السحر غشيهم النعاس، فأصبحوا وقد أنبت الله على قبره اثنتي عشرة من شجر السرو، فكان أول سرو أنبته الله تعالى على وجه الأرض، فقالوا: ما أنبت هذا الشجر في هذا المكان إلا وقد أحب عبادتنا فيه، فأقاموا يعبدون الله على قبره، كلما مات منهم رجل دفنوه إلى جانبه حتى ماتوا بأجمعهم، قال كعب: فكانت بنو إسرائيل يحجون إلى قبورهم.