عند الموت وأثناء الاحتضار، يستعرض دماغ الإنسان شريط حياته، يتذكر الأحداث التي مر بها، ويسترجع ذكرياته، وكأنه يعيش حلمًا، كما توصلت دراسة حديثة، من خلال تسجيل نشاط دماغ بشري لرجل مسن أثناء الاحتضار.

واكتشف جراح الأعصاب الدكتور أجمل زمار، وزملاؤه، أنماط موجات دماغية إيقاعية للرجل في الثلاثين ثانية قبل وبعد وفاته، تشبه تلك التي تحدث أثناء الحلم واسترجاع الذاكرة والتأمل. ووفقًا للدراسة التي نشرتها دورية "فرونتييرز إن ايجينج نوروساينس"، فإن النتائج تقدم تفسيرًا محتملاً لاسترجاع ذكريات الحياة عند الاقتراب من الموت.

وقال زمار، الأستاذ المساعد في جراحة الأعصاب بجامعة لويزفيل: "قمنا بقياس 900 ثانية من نشاط الدماغ في وقت قريب من الوفاة ووضعنا تركيزًا محددًا للتحقيق في ما حدث في 30 ثانية قبل وبعد توقف القلب عن النبض". وأضاف: "قبل وبعد توقف القلب عن العمل، رأينا تغيرات في نطاق معين من التذبذبات العصبية (الموجات)".

وهذه التذبذبات، هي أنماط من نشاط الدماغ الإيقاعي الموجود عادة في أدمغة الإنسان الحي، وتشارك في وظائف الدماغ؛ مثل التركيز والحلم والتأمل واسترجاع الذاكرة ومعالجة المعلومات والإدراك الواعي، وفقًا لمركز "العقول والآلات" في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

نشاط دماغ بشري يحتضر

وعندما أصيب مريض يبلغ من العمر 87 عامًا بالصرع، استخدم الباحثون جهاز يقيس تذبذبات الدماغ، لاكتشاف النوبات القادمة وعلاج المريض. وخلال إحدى جلسات التسجيل هذه، أصيب المريض بأزمة قلبية وتوفي، وقالوا إن هذا سمح لهم بتسجيل نشاط دماغ بشري يحتضر، وإن كان قد تعرض لأضرار بسبب النوبات والتورم.

اظهار أخبار متعلقة

وعلى الرغم من أن الباحثين يحذرون من أن النتائج تستند إلى حالة واحدة، وتحتاج إلى تأكيد في دراسات أكبر، إلا أنهم يرددون ملاحظات مماثلة لأبحاث أجريت على الفئران ونشرتها دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" في الولايات المتحدة في عام 2013.

قال زمار وفقًا لوكالة "يو بي آي": "من خلال توليد التذبذبات التي تنطوي عليها عملية استرجاع الذاكرة، يقوم الدماغ بآخر عملية لاستدعاء لأحداث الحياة المهمة قبل موتنا مباشرة، على غرار تلك التي تم الإبلاغ عنها في تجارب الاقتراب من الموت".

وأضاف: "هذه النتائج تتحدى فهمنا لمتى تنتهي الحياة بالضبط وتولد أسئلة لاحقة مهمة، مثل تلك المتعلقة بتوقيت التبرع بالأعضاء".