أخبار

بناء مسجد أولى أم بناء بيت للأولاد؟

دراسة: فوائد طويلة الأمد للعلاقة بين الطفل والمعلم

التعرض للبرد الشديد لمدة 5 دقائق يوميًا يحسن النوم والمزاج

قصة النار التي أخبر النبي بظهورها

الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة

يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين

هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟

"وكان أبوهما صالحًا".. قصة رؤيا عجيبة لوالد "الشيخ الحصري" قبل مولده.. كيف تحققت؟

كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليه

لماذا لا نشعر ببركة الوقت وتمر أعمارنا سريعًا؟

أفنيت عمري من أجل تربية أطفالي بعد الطلاق وحزينة لعدم تقديرهم لي.. ما الحل؟

بقلم | ناهد إمام | الثلاثاء 29 اغسطس 2023 - 06:54 ص

كبر أولادي وأصبحوا شبابًا متخرجون من الجامعة، وفي المرحلة الثانوية، يتطاولون بالكلام، والمعارضة لرأيي بفجاجة تحزنني.

مكثت أربيهم بعد طلاقي من والدهم، وتفرغت لهم تمامًا، ونسيت نفسي فلم أتزوج وإذا بهم لا يحنون عليّ، ولا يقدرون عمري وحياتي وصحتي التي ذهبت لأجلهم.

ماذا أفعل؟



الرد:



مرحبًا بك يا عزيزتي..

قلبي معك، وأشعر بما تعانين منه،  ربما اقتضت ظروفك عدم الزواج من جديد وفتح صفحة جديدة في حياتك، ولكن اختيارك للبقاء أمًا وفقط لا يعني يا عزيزتي القيام بدور الضحية، ولا العطاء من منطلق التضحية، فأداؤك  دور الأم مضافًا له وبكل أسف دور الأب على قسوة الوضع والأحمال والمسئوليات، يتطلب العطاء بنفس سوية غير مضحية ولا منقذة ولا جانية، فالشمعة المحترقة لا تفيد أحدًا، واستنزاف الطاقة والإلقاء بالنفس إلى التهلكة ليس هو السلوك الصحي المطلوب.

علاقتك بذاتك ما لم تكن سوية، قائمة على التقدير والحب والقبول والاحترام  لن تجعلها تصمد معك طويلًا للقيام بأدوارك في الحياة بشكل صحي، ولن تجعلك تقيمين علاقة صحية مع من حولك وأولهم أولادك، ولن تحصلي على احترام أحد ولا تقديره ولا حبه ما لم تمنحي أنت هذا أولًا لنفسك، هذه هي خلاصة الأمر.

عزيزتي، لم يفت الوقت بعد، ولم يضيع العمر كما قلت، بإمكانك إن أردت تعويض كل شيء بتصحيح كل شيء يحتاج إلى تصحيح، ووعي، ونضج نفسي، هذا هو المطلوب.

لابد من خوض رحلتك للتغيير، فأفضل نسخة منك تحتاج إلى يديك لاخراجها من بين جنبيك، أفضل نسخة من شخصيتك لم تظهر بعد،  فقط ابدأي في التغيير وسيساعدك الله، فإنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، تحرري من مشاعر الضحية، وصححي علاقتك بذاتك، وتلقائيًا ستجدين أن علاقتك بهم تتعافى، لأن التغيير الذي سيحدث لديك في طريقة التفكير والمشاعر والسلوك سينعكس على أولادك.

وازني بين حنان الأم وحزم الأب،  ما استطعت، وعلى الرغم من أنك لم تذكري تفاصيل عن علاقتك بأولادك إلا أن الملاحظ أن أعمارهم كلهم تقريبًا تنحصر في مرحلة صعبة للغاية وهي المراهقة بما فيها من إرهاق لهم ولك،  ورغبة في الاستقلالية والتمرد والعناد، فلا مفر من المصاحبة لهم والرفق بهم وقبولهم وحبهم بدون شروط، وأقرأي عن هذه المرحلة حتى يمكنك تفهم وإدراك ما يمر به أولادك، ومن ثم التعامل بشكل مناسب، ولا أعرف مدى تأثرهم بتجربة الطلاق أيضًا ولا علاقتهم بوالدهم، لذا لابد من وضع احتمالات لذلك، ولابد أن يكون والدهم في الصورة ، مشاركًا في الرعاية، والمصاحبة، وحمل المسئوليات معك .

وأخيرًا لم يفت الوقت  للعناية بنفسك، والرفق بها، والحنو عليها،  اسعدي يا عزيزتي وفتشي عما يسعدك، وكافيء نفسك على انجازاتك ولو كانت بسيطة، عيشي هنا والآن بدون تفكير في الماضي ولا المستقبل، واهجري للأبد منطق الاحتراق كالشمعة من أجل أي أحد، فأنت لن تسعدي أحدًا ما لم تكوني أنت سعيدة، ولن تريحي أحدًا ما لم تكوني أنت مستريحة، وهكذا.

مع هذا كله ادع أولادك للحوار والجلوس معًا، وحدثيهم عن مشاعرك، نعم، عبّري عن حبك لهم، وحزنك مما يحدث، وهكذا.

فكري بهذه الطريقة، واصبري، وامنحي نفسك وأولادك الفرصة للنضوج والتغيير، تعاملي مع ضرورة التغيير بإصرار، ولو عجزت وحدك فلا بأس من طلب المساعدة النفسية المتخصصة، فالأمر يستحق، واستعيني بالله ولا تعجزي.

ودمت بكل خير ووعي وسكينة.






الكلمات المفتاحية

طلاق تقدير عمرو خالد حنان الأم حزم الأب الرفق بالذات النضوج النفسي تغيير النفس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كبر أولادي وأصبحوا شبابًا متخرجون من الجامعة، وفي المرحلة الثانوية، يتطاولون بالكلام، والمعارضة لرأيي بفجاجة تحزنني.