أشهر فصل الشتاء هي الإكثر برودة خلال العام بل أنها تشكل أكبر تحد للجهاز في ظل تصاعد احتمالات وجود فيروسات البرد والإنفلونزا أثناء هذا التوقيت المهم بشكل قد يعزز اعتقادا أن لأفضل ما يمكن القيام به أبان هذا التوقيت أن الاستحمام بالماء الساخن هو الخيار الأفضل ، لضمان تدفئة الجسم والحفاظ على حرارته.!
غير أن هذا الاعتقاد تم تفنيده من قبل عدد من خبراء الصحة العام الذين أكدوا ، إن الاستحمام بالماء الساخن رغم فوائده على المدى القصير والطويل، إلا أنه قد يكون أقل فائدة من الاستحمام بالماء البارد.
وقد تبدو فكرة الاستحمام بماء بارد في الصباح ضربا من الجنون في منتصف الشتاء، إلا أن بعض الدراسات وجدت أن هذه الممارسة يمكن أن تقوي جهاز المناعة. كما وجدت الدراسات أيضا أنه يمكن أن يحسن وظائف الدماغ ويحسن أعراض الاكتئاب.
دراسة هولندية حديثة أكدت وجهة النظر الأخيرة حيث أوضحت الاستحمام البارد الروتيني أدى إلى تقليل إحصائي للمرض المبلغ عنه ذاتيا لدى البالغين وذلك بعد فحص أكثر من 3 آلاف شخص منهم مصابون ، بأمراض مصاحبة خطيرة ".
ونبهت الدراسة إلى أنه عندما يتم غمر الرياضيين في الماء البارد ثلاث مرات في الأسبوع لمدة ستة أسابيع، فإن ذلك يعزز جهاز المناعة لديهم ومع ذلك، في حين كانت نتائج الدراسات إيجابية، حذر عدد من الخبراء من أنه "ما يزال يتعين توضيح الأهمية البيولوجية للتغييرات التي لوحظت.
وتشمل الفوائد الأخرى للغطس في الماء البارد أو الاستحمام بالماء البارد، تنشيط الجهاز العصبي الودي.ويتحكم هذا الجزء من الجهاز العصبي في استجابة الجسم للقتال أو الهروب ما ينتج هرمونا يعرف باسم النورادرينالين أو النورإبينفرين، والذي يصنّف دوره الوظيفي ضمن الهرمونات والناقلات العصبية في الدماغ والجسم.
ولهذا السبب يُعتقد أن الاستحمام بالماء البارد يؤدي إلى تحسين الصحة حيث أن إنتاج هذا الهرمون يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم.
وعلاوة على ذلك، يُعتقد أن الغمر في الماء البارد يحسن الدورة الدموية، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2020 على تسعة رجال أنه بعد أربعة أسابيع من غمر أنفسهم في الماء البارد بشكل روتيني، تحسن تدفق الدم من وإلى عضلاتهم.
كما اكتشفت دراسة سابقة أجريت في عام 2000، أن المشاركين الذين تعرضوا للماء البارد شهدوا زيادة بنسبة 350% في التمثيل الغذائي.
وهذا بدوره يعني أن فترات طويلة من الاستحمام بماء بارد يمكن أن تساعد الناس على إنقاص الوزن وبالإضافة إلى توفير الفوائد الجسدية، يُعتقد أن الاستحمام بالماء البارد والغطس في الماء البارد له فوائد على الصحة العقلية أيضا، وهذا يشمل علاج الاكتئاب..
اقرأ أيضا:
عصير "سحري" لمحاربة مرض الكبد الدهني وتليف الكبداقترح شيفتشوك أنه أثناء الاستحمام البارد ، يتم إرسال عدد هائل من الإشارات الكهربائية إلى الدماغ بسبب العدد الكبير من مستقبلات البرد في الجلد مما يشير إلى أن هذا يؤدي إلى تأثير مضاد للاكتئاب وفي عام 2008 وجدت تجربة أن العلاج بالماء البارد "له تأثير مسكّن كبير ولا يبدو أن له آثار جانبية ملحوظة.
ويشار إلى أن حمامات الثلج تُستخدم كشكل من أشكال العلاج بالتبريد لتمكين تعافي العضلات وتخفيف الألم وتقليل مخاطر الإصابة لدى الرياضيين.
في المقابل أكدت دراسة صادرة عن جامعة هارفارد الأمريكية أن الحصول على حمام ساخن طويل يعد إحدى الطرق العديدة للاسترخاء بعد يوم عمل شاق.ومع ذلك، هل يمكن أن يطيل الحمام من عمر الإنسان وتنظيف الأوساخ والعرق من جسده؟
وطبقا للدراسة الصادرة عن الجامعة الأمريكية العريقة ، يمكن ذلك. وكما يقول الدكتور أدولف هوتر، أن "درجات الحرارة المرتفعة في حوض الاستحمام الدافئ تتسبب في تمدد الأوعية الدموية، ما يخفض ضغط الدم". وعلاوة على ذلك، في حوض الاستحمام الساخن "سيرتفع أيضا حجم الدم في مضخات قلبك نتيجة لضغط الماء على الجسم، ما يزيد من عمل القلب". ماذا يعني هذا من وجهة نظر إحصائية؟
اقرأ أيضا:
لا تفوتك.. فوائد مذهلة لتناول الموز الأخضربينما أكدت دراسة أجريت في اليابان على أكثر من 30 ألف شخص، وجدوا "مقارنة بالأشخاص الذين استحموا أقل من مرتين في الأسبوع، فإن أولئك الذين استحموا كل يوم تقريبا لديهم مخاطر أقل بنسبة 28% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".
وبالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أيضا أن أولئك الذين يستحمون كل يوم لديهم "خطر أقل بنسبة 26% للإصابة بالسكتة الدماغية بعد أن قام الباحثون بتعديل النتائج لعوامل أخرى تؤثر على صحة القلب، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة وعادات التدخين".
وتربط العديد من الدراسات استخدام الساونا أربع إلى سبع مرات في الأسبوع لخفض ضغط الدم وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وعلى الرغم من أن حمامات الساونا والحمامات لها فوائد صحية، إلا أنها ليست آمنة للجميع.
وتوصي جامعة هارفارد بأنها ليست آمنة للأشخاص الذين يعانون من "ألم الصدر غير المستقر، أو ضعف التحكم في ضغط الدم، أو غيرها من مشاكل القلب الخطيرة فضلا عن التشديد علي أن الأشخاص في السبعينيات من العمر أو أكثر والذين يعانون من انخفاض في ضغط الدم يجب أن يأخذوا عناية إضافية ".
.