حذرت دراسة حديثة من أن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) هم أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية حتى بعد مرور عام على تعافيهم، ومن بينها القلق والاكتئاب واضطرابات تعاطي المخدرات والكحول واضطرابات النوم.

ووفقًا للنتائج، فإن المتعافين من كوفيد -19 كانوا أكثر عرضة بنسبة 60 في المائة للإصابة بمشاكل نفسية مقارنة بغيرهم، مما أدى إلى زيادة استخدام الأدوية الموصوفة للعلاج، وزيادة مخاطر الإصابة باضطرابات تعاطي المخدرات، بما فيها تلك التي تتضمن مسكنات الألم وتحتوي على مواد أفيونية، والكحول والعقاقير غير المشروعة.

وحدثت هذه الاضطرابات في غضون عام من التعافي من الفيروس، سواء بين أولئك الذين يعانون من التهابات خطيرة أو خفيفة، وفقًا للباحثين.

واستندت النتائج إلى تحليل معلومات الصحة العقلية لما يقرب من 154 ألف بالغ ثبتت إصابتهم بفيروس كوفيد – 19 بين مارس 2020 ويناير 2021، وتم علاجهم في إطار نظام الرعاية الصحية التابع لوزارة شؤون المحاربين القدامى بالولايات المتحدة.

تم استخدام النمذجة الإحصائية لمقارنة تشخيصات الصحة العقلية لدى المجموعة المصابة بـ كوفيد – 19 مع مجموعتين أخريين تضم أكثر من 11.4 مليون شخص غير مصابين بالفيروس، وفقًا للباحثين.

وقالوا إنهم قارنوا الاتجاهات التي لوحظت في هذه المجموعة مع تلك الموجودة في أكثر من 72000 مريض بالأنفلونزا، تم نقل ما يقرب من 12000 منهم إلى المستشفى بسبب الفيروس الموسمي.

اظهار أخبار متعلقة

اضطرابات القلق والاكتئاب 

وكان غالبية المشاركين في الدراسة من كبار السن من الذكور البيض، على الرغم من وجود أكثر من 1.3 مليون أنثى، وأكثر من 2.1 مليون أسود.

وأظهرت النتائج، أن الأشخاص الذين أصيبوا بـ كوفيد – 19 كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق، وبنسبة 40 في المائة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو الاضطرابات المرتبطة بالتوتر، مقارنة بمن ليس لديهم أي عدوى.

وقال الباحثون، إن هذا تزامن مع زيادة بنسبة 55 في المائة في استخدام مضادات الاكتئاب، وزيادة بنسبة 65 في المائة في استخدام الأدوية لعلاج القلق.

وكان الأشخاص المتعافون أيضًا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم بنسبة 41 في المائة، و80 في المائة أكثر عرضة لتراجع وظائف المخ، بما في ذلك مشاكل الذاكرة والتركيز، وفقًا لما أوردته وكالة "يو بي آي" نقلاً عن الباحثين.

وأظهرت النتائج، أنه مقارنة بالأشخاص غير المصابين بـ كوفيد -19، كان المصابون بالفيروس أكثر عرضة بنسبة 34 في المائة للإصابة باضطرابات استخدام المواد الأفيونية، و20 في المائة أكثر عرضة للإصابة باضطرابات استخدام المواد غير الأفيونية التي تشمل الكحول أو العقاقير غير المشروعة.

التفكير في الانتحار

وقال الباحثون، إن هؤلاء ارتفعت لديهم مخاطر التفكير في الانتحار، بنسبة 46 في المائة، وكان الذين نقلوا إلى المستشفى أكثر عرضة بنسبة 86 في المائة للتشخيص باضطراب في الصحة العقلية بعد الشفاء.

أشارت دراسات سابقة إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص تعافوا من كوفيد – 19 يتم تشخيصهم باضطراب في الصحة العقلية في غضون ستة أشهر من الشفاء، بينما وجدت دراسات أخرى صلات بين الفيروس ومشاكل النوم والتعب على المدى الطويل.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن "ضبابية الدماغ "، أو مشاكل التركيز هي عرض شائع لـ كوفيد -19.

وقال الدكتور زياد العلي، المؤلف المشارك للدراسة، في بيان صحفي: "بينما عانينا جميعًا أثناء الوباء، فإن الأشخاص الذين أصيبوا بـ كوفيد – 19 هم أسوأ بكثير من الناحية العقلية".

أضاف العلي، عالم الأوبئة الإكلينيكية في كلية الطب بجامعة واشنطن: "نحتاج إلى الاعتراف بهذه الحقيقة ومعالجة هذه الظروف الآن قبل أن تتحول إلى أزمة صحية عقلية أكبر بكثير".

وتابع معلقًا على الدراسة: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى وجود صلة محددة بين (كوفيد – 19) واضطرابات الصحة العقلية"، مشددًا على أن "هناك حاجة إلى اهتمام عاجل لتحديد وعلاج المتعافين من كوفيد – 19 الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية".