مرحبًا بك يا عزيزتي..
حمدًا لله على سلامتك ومولودك، وأسأل الله أن يرزقك بره ويقر عينك به وأخيه.
لا يوجد أب وأم لم يقوموا بتهيئة أبنائهم لاستقبال أخت/ أخ قادم، ولا يوجد أبناء لا يفرحون بقدوم طفل جديد سيلعبون معه، ويفرحون، حتى يجدون أنفسهم بمولده أمام كائن يستحوذ على اهتمام الوالدين ويشغلهم كثيرًا بصراخه، واحتياجاته غير المنتهية، والمفاجئة، والدائمة، وأنه غير صالح للعب معه، فتبدأ الغيرة وتفسير تصرفات الأهل تجاه المولود الجديد أنهم يحبونه أكثر، ومن ثم تتوالي مشاعر الغضب والحنق على هذا الوضع الجديد.
وحتى لا نكرر هذه الأخطاء، ونحن في زمان مختلف، ومعطيات مختلفة أيضًا، وأطفال لم يعودوا سذجًا كما السابق، لابد من اتخاذ اجراءات واستراتيجيات أكثر تطورًا وتناسبًا، فمن المهم أن تشركي أبنائك في بعض أعمالك التي يستطيعونها مع المولود، كأني يغني له أغنية لإسكاته عندما يبكي، أو يمسك لك ملابسه ويناولك إياها عند تحميمه، فهذا سيمنحه الشعور بالثقة في نفسه، وأنه شخص"مهم" ويؤدي دورًا معك، وغير منحى جانبًا، وسيعرف أنه مختلف في العمر عن المولود ولن يلعب معه كما كان يقال لنا.
لابد أن تطمئني يا عزيزتي أيضًا على اشباعك وتسديدك لاحتياجات أبنائك، وعدم اشعارهم بالإهمال لهم، وتراجع اهتمامك بهم، قبل أن تهرعي لتلبية ذلك لمولودك الصغير .
طوري تواصلك مع ابنك الكبير، احتضنيه وأخبريه أنك تعلمين أنه يتحمل الكثير بسبب انشغالك عنه بأخيه بعض الأحيان، وتفهمه لمتطلبات أخيه الكثيرة التي ترهقك، واشكريه على هذا، فأنت بهذا التصرف تفتحين معه قنوات مرنة للتواصل وتمحين توتره، وكذلك افعلي مع بقية الأبناء.
احرصي على عدم مقارنة أبنائك بالمولود أبدًا، فذلك مما يؤثر سلبًا على نفسيتهم، وشجعيهم على التعبير عن مشاعرهم، عندما يغضب أحدهم مثلًا ويأت إليك ويعبر عن غضبه لأنك احتضنت أخوه ولم تفعلي معه، بدلًا من كتمان غضبه، ثم التوجه لعض أخوه أو قرصه أو قذفه باللعبة، أو تفزيعه إلخ ما ذكرتي، واعلمي يا عزيزتي أن الوالدية الجيدة هي الايجابية وهي التي تقلل من مستوى العنف والعدوانية داخل الأسرة والعكس صحيح، لذا تأكدي أن كل شيء سيكون على ما يرام إذا كنت أنت والوالدية لديك على ما يرام .
كما يجب أن تعلمي أن "طلب المساعدة" ليس عيبًا تتحرجين بشأنه، فطلب المساعدة الخارجية من الأهل، الأصدقاء، إلخ لا شيء فيه، بحيث يمكنك ترك مولودك لبعض الوقت معهم، وقضاء وقت خاص مع ابنائك الآخرين في البيت أو خارجه، وجربي أيضًا تأمين وتهيئة بيئة مناسبة تسمح بترك أبنائك ومولودك لقضاء وقتًا معًا وحدهم، فمن يمهد ويخطط ويرتب لعقد علاقة طيبة لهم مع رضيعك هو أنت وليس أحد آخر، على أن تكوني بالقرب منهم حتى لا يؤذي أحد منهم أخيه ولو عن طريق الخطأ.
مهمتك شاقة ياعزيزتي ولكنها الأمومة وضريبتها.ودمت بكل خير ووعي وسكينة .
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟اقرأ أيضا:
أقاربي لا يحبون "خلفة البنات" وكل أطفالي "بنات".. ماذا أفعل؟