يصيب سرطان البروستاتا ملايين الرجال حول العالم، دون أن يعرف الكثير منهم علامات الإصابة به، في الوقت الذي يمكن أن يؤدي فيه الاكتشاف المبكر للمرض إلى تفادي المخاطر الناجمة عن ذلك.

ما هو سرطان البروستاتا؟

البروستاتا هي غدة تناسلية ذكرية صغيرة بحجم حبة الجوز، تقع حول مجرى البول وبين القضيب والمثانة. وتعمل على إنتاج السائل الذي يغذي الحيوانات المنوية.

وتحدث الإصابة بسرطان البروستاتا، عندما تبدأ الخلايا في الغدة بالنمو بشكل مطرد دون إمكانية السيطرة عليه. ويعيش الكثير لفترة طويلة دون أن يعانوا من الكثير من الأعراض السيئة. لكن في حالات أخرى، يمكن أن يتحول فيه المرض إلى مميت.

ومن المثير للقلق، أن غالبية الرجال لا يعرفون أي شيء عن المرض، ومن بين أولئك لديهم أدلة على الإصابة به، فإن 60 في المائة منهم ليسوا واثقين من تسمية العلامات والأعراض، وفقًا لجمعية الأوركيد الخيرية لمكافحة السرطان.

وكشفت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة سابقًا، أن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا يعرفون أقل ما يكون عن المرض القاتل، وأكثر من نصف الرجال الأفارقة والكاريبيين السود لا يعرفون أن عرقهم يزيد من مخاطر الإصابة لديهم.

ما الذي يسبب سرطان البروستاتا؟

سرطان البروستاتا شائع جدًا، وأسبابه غير معروفة إلى حد كبير. تحدث معظم حالات الإصابة للرجال الذين يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر، في حين أن سرطان البروستاتا أكثر شيوعًا لدى الرجال المنحدرين من أصل أفريقي أو كاريبي، وأقل شيوعًا لدى الرجال الآسيويين.

هناك أيضًا ارتباط عائلي، إذ أن إصابة الأب أو الأخ بسرطان البروستاتا يزيد من خطر إصابة أفرد آخرين من العائلة. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وممارسة الرياضة بانتظام تقللها.

ويُعتقد أيضًا أن اتباع نظام غذائي عالي الكالسيوم يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ويمكن أن تقلل الطماطم المطبوخة، والمكسرات البرازيلية من خطر ذلك، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول تأثير النظام الغذائي.

وتشير الأبحاث التي أجريت في أستراليا إلى أن شرب كوبين فقط من البيرة يوميًا يزيد من خطر إصابة الرجل بمقدار الربع.

كيف يتم علاج سرطان البروستاتا؟

عندا اكتشاف سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة، عادةً لا يكون العلاج ضروريًا على الفور. في هذه الحالات، يتبع الأطباء سياسة "الانتظار اليقظ".

يشمل العلاج إزالة البروستاتا جراحيًا والعلاج الإشعاعي والعلاج الهرموني. وقد تعافى أحد الأشخاص المصابين بسرطان البروستاتا بعد إعطائه هرمون التستوستيرون خلال تجربة مصممة لصدمة الأورام حتى الموت.

وجميع علاجات سرطان البروستاتا لها آثار جانبية غير المرغوب فيها، منه ضعف الانتصاب وسلس البول، ولهذا السبب يختار العديد من الرجال تأخير العلاج.

الاستثناء الوحيد هو العلاج بالليزر غير الجراحي، والذي لا يسبب الضعف الجنسي، لكنه لا يزال في مراحل التجربة. لكن إذا كان السرطان قد انتشر بالفعل، فلا يمكن علاجه، وتركز المساعدة الطبية على إطالة العمر وتخفيف الأعراض.