مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لوعيك النفسي واهتمامك بالبحث عن حل، فليس "كل" الذكور سيئون، ولا كل العلاقات الزوجية مثل علاقة والديك ببعضهم، وشعورك باستحقاق الاحترام والتقدير والحب والاهتمام وعدم حدوث العكس كما حدث مع والدتك.
وعلميًا، فنحن البشر نتأثر كثيرًا، كثيرًا، إلى حد بعيد في طفولتنا بعلاقات والدينا بنا وببعضهم البعض، فتتشوه شخصياتنا، وعلاقتنا بأنفسنا والآخرين، ونظرتنا للعلاقات، والحياة، وكل شيء بقدر هذا التشوه، وحدوثه من عدمه.
ما ننشأ فيه، وعليه، ينحتنا يا عزيزتي، وبدون أن ندري، فمن خلال الوالدين وعلاقتهم بنا وببعضهم البعض نرى الحياة، والعلاقات، والعالم، وأنت وصل إليك هذا كله مشوه تمامًا وليس على صورته الحقيقية، وهذه هي خطورة أن يعيش الزوجين غير المتوافقين معًا من أجل الأولاد، وضرر أن تتخذك والدتك صديقة بينما أنت "ابنة" فتحكي لك مثل هذا الحكي الضار بنفسيتك.
ولأن الضرر الواقع على الأبناء من مثل حالتك في ظل علاقة زوجية مشوهة أكثر بكثير من ضرر الطلاق، وليس كما هو شائع بين الناس، قرر الله سبحانه للناس "علاقة زواج" أو "علاقة طلاق" ، أما البقاء معًا في ظل لاعلاقة أو علاقة مشوهة ومؤذية فهو البؤس بعينه لكل الأطراف.
أنت محتاجة إلى التعافي مما حدث عبر طفولتك، ونضج ونمو نفسي عبر مساعدة نفسية متخصصة، إذ لابد من التحرر من كل المشاعر السلبية المتراكمة داخلك بسبب إساءات الطفولة التي مستك بشكل مباشر وآخر مؤكد غير مباشر عبر علاقة والديك المشوهة ببعضهم البعض، فهذا هو ما سيجعلك تغيرين نظرتك للذكور، وعلاقتك بهم، وتعاملاتك معهم، وهو سلاحك لتتعرفي على النماذج المريضة منهم فتبتعدي وترفضي أي اساءات مستقبلية محتملة، وتقبلين على عمل علاقات صحية مع الجميع، ومع الذكور من زملاء العمل والأقارب وغيرهم ممن تتطلب الضرورة التعامل معهم، وستنتقين أيضًا رجلًا جيدًا مناسبًا لنسختك الجديدة، الطيبة، الأفضل، المتعافية، الأكثر نضجًا ونموًا ووعيًا، كزوج، حتى تكملين حياتك على أفضل وضع ممكن.
عزيزتي، لا حل بدون التخلص من آثار الطفولة وتشوهاتها.
وما تحكين عنه هو من أعراض مرض الإكتئاب ، فسارعي لاستشارة الطبيب، أو معالج نفسي، فنفسك تستحق الرعاية والعناية والرفق.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.