تمر الأيام والليالي ولا ينتبه البعض إلى ما يمثله أو بجنيه فى هذه الحياة فهو لا يفكر الا فى يومه فقط.
لكن الناجحين بصفة عامة لهم رأي آخر فهم لا يدعون الايام تمر دون أن يحققوا فيها ما يريدون وبهذا فإن لهم أهدافا معينة يعلمونها ويهتمون بها.
واذا كان هذا هو شأن الناجحين فى الحياة يخططون لخطواتهم ويراقبون أفعالهم بل ويقيمون مراحل حياتهم فإن المسلم أولى به أن يهتم بي نه وليلته حتى لا يضيع عمره سدى.

غياب التخطيط سبب من أسباب الفشل:

لو نظرنا فى حال الكثيرين نجد أن سببا رئيسيا من اسباب الفشل يرجع غياب عنصر التخطيط عن حياتنا في جميع اتجاهاتها هو من أبرز عناصر الفشل فيها، والبراءة من هذه العلة ليست عسيرة، ولا تحتاج إلى طبيب ولا مهندس، كل ما تحتاجه التفاتة إلى ما يجب أن نفعله، أو حتى ما نود أن نفعله، فنجلس له، ونحدد الهدف منه بدقة، ثم نُخضع له كل قوانا من أجل التخطيط الذي قد يستغرق منا زمنا.

وعلى المسلم أن يخطط لرمضان من الآن ليتقرب إلى الله بشكل منظم فى رمضان ولا تضيع منه ساعة بلا طاعة.

أهمية التخطيط فى حياة المسلم:

ينبغى أن يقف المسلم مع نفسه وقفة ويسألها كيف هي أحوالنا مع الصلاة؟ هل راجعت نفسك مع عمود الدين؟ وهل وقفت مع أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة؟ تلك التي بصلاحها صلح سائر العمل وبفسادها فسد سائر العمل، هل نصلي بخشوع تام أو على الأقل حاولنا تحصيل ذلك؟ أم لا نزال ننقرها نقرًا؟! هل صليناها في وقتها؟ وهو العمل الذي يعتبر من أحب الأعمال إلى الله أم أننا أديناها خارج وقتها؟ ثم ماذا عن السنن والرواتب؟ هل وضعنا في تخطيطنا لهذه السنة القرآن كتاب الله العظيم وتلك المعجزة الخالدة، الكتاب الذي تراه أعيننا ليل نهار في المساجد والمنازل والمكاتب هل حاولنا تأمله وتدبره هل تأملنا قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29] ، وهكذا بقية الأعمال.

خطة لاستقبال شهر رمضان:

كما يضع لنفسه خطة من الآن لاستقبال شهر رمضان وما يريد إنجازه فيه لا سيما علاقته بالقرآن فالتخطيط أمر حتمي في الحياة لا غنى عنه، فالشخص الذي نجح في وضع رسالته ورؤيته في الحياة لا بد وأن يحول هذه الرؤية إلى أهداف واضحة ثم يضع خطة محكمة لتنفيذ هذه الأهداف وذلك لأنه يريد أن يتوجه بكل قوته نحو هدفه مباشرة ويريد الوصول بأسرع وقت ممكن ولا يكون ذلك إلا بالتخطيط لهذه الجهود قبل عملها.
لو فعل المسلم هذا مع رمضان ومع غيره استطاع أن يحقق إنجازاتهوباذن الله ولا يضيع وقته وجهده بلا فائدة، فالتخطيط هو خير معين لك للنجاح في الوصول إلى أهدافك وكما تقول الحكمة: "ليس تحديد الهدف هو أهم ما في الأمر، الأهم هو خطة السعي وراء تحقيقه والالتزام بهذه الخطة" بل هو أساس النجاح وكما هي الحكمة الشهيرة التي تقول: "إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل".