لطالما ارتبطت زيادة الوزن، أو السمنة بتدهور صحة القلب، لكن هل يمكن أن يكون لها علاقة ببطء التفكير أيضًا؟.
هذا ما أجابت عليه دراسة حديثة أجراها باحثون من كندا على الآلاف من الشباب ومتوسطي العمر وكبار السن، تربط بين البطء في التفكير، وارتفاع مستويات الدهون في الجسم.
وبين عامي 2010 و 2018، تم تسجيل ما يقرب من 9،200 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 75 عامًا (متوسط العمر: 58) في الدراسة، ولم يكن لدى أي منهم تاريخ سابق من أمراض القلب.
وخضع جميع المشاركين لفحوصات الدماغ باستخدام الرنين المغناطيسي، لتحديد إصابات الأوعية الدموية المحتملة. وكان جميعهم تقريبًا لديهم قياسات إجمالية للدهون في الجسم، بينما أكمل حوالي ثلاثة أرباع منهم تقييمات دهون البطن أيضًا.
لقياس تفكيرهم، أكمل المشاركون، اختبارين فحصا مهارات الانتباه، والتركيز، والذاكرة قصيرة المدى، وسرعة العين واليد، والتنسيق والقدرة على التعلم، وحساب المعلومات الجديدة.
على صعيد الصحة الجسدية، كانت لدى النساء دهون في الجسم أكثر من الرجال، على الرغم من أن الرجال يميلون إلى زيادة الوزن الزائد حول بطونهم. إذ يعاني حوالي ثلثيهم مما وصفه الباحثون بـ "السمنة المركزية"، مقارنة بأكثر من ثلث النساء بقليل.
اظهار أخبار متعلقة
الوزن الزائد وصحة القلب
ومع ذلك، وجد الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها دورية "جاما نيتوورك أوبن" على الإنترنت، أن زيادة الوزن - بغض النظر عن المكان - تشكل تهديدًا لصحة القلب، مع ارتفاع إجمالي الدهون في الجسم، والدهون في البطن، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وخطر الإصابة بمرض السكري.
كما يبدو أن الدهون الزائدة في الجسم تزيد من خطر إصابات الدماغ، بما فيها الآفات أو نوع العلامات التي تشير إلى تاريخ من السكتات الدماغية غير المعروفة ("الصامتة").
قالت المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتورة سونيا أناند. رئيسة معهد أبحاث صحة السكان في جامعة ماك ماستر في أونتاريو بكندا، إن هذا لا يعني، أن كل جانب من جوانب قدرة الشخص على التفكير ضعيف.
على سبيل المثال، لم يجد الباحثون أي صلة بين ارتفاع مستويات الدهون الزائدة وضعف الذاكرة أو مهارات المفردات، لكنهم حددوا تباطؤًا ناتجًا عن الدهون في "سرعة المعالجة" - بمعنى الوقت المستغرق لامتصاص المشاهد أو الأصوات أو الحركة وفهمها والتفاعل معها.
وأشار الباحثون، وفقًا لوكالة "يو بي آي"، إلى أنه من المعروف منذ فترة طويلة أن ضعف صحة القلب يعرض قدرة الشخص على التفكير بوضوح وسرعة إلى الخطر.
لكن الدراسة ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث حددت ما يبدو أنه ضرر مباشر للدهون الزائدة على التفكير، حتى بعد مراعاة صحة القلب وحالة الدماغ والتعليم.
إذ حدد الباحثون أمرًا مباشرًا هو الأكثر ديناميكية: مع ارتفاع نسبة الدهون في الجسم، عالج الناس المعلومات بشكل أبطأ، كما لو أن أدمغتهم قد تقدمت في العمر بالفعل.
الوزن الزائد والتقدم في العمر
على وجه التحديد، لاحظ الباحثون أن قدرة المشارك على التفكير تظهر "تقدمًا في العمر" بحوالي عام، مقابل كل زيادة تبلغ نسبتها 9 في المائة في دهون الجسم الكلية. ومع ذلك، لم يتأثر كل جانب من جوانب مهارة التفكير.
انخفضت سرعة المعالجة ومهارات الانتباه مع ارتفاع مستويات الدهون. وأشار أناند إلى أنه "كلما زادت نسبة الدهون في الجسم، زاد فقدان سرعة المعالجة". لكن لا يبدو أن الفهم اللفظي ومهارات الذاكرة تتأثر بالمثل.
قالت أناند إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت خسارة سرعة المعالجة الناتجة عن الدهون دائمة أم أن التخسيس قد يؤدي إلى عكس الموقف. في كلتا الحالتين، التجنب هو المفتاح. حاول الحفاظ على نشاطك واتباع نظام غذائي صحي لمنع تراكم الأرطال في البداية".
قالت لونا ساندون، مدير برنامج قسم التغذية العلاجية بمركز ساوث ويسترن الطبي في دالاس بالولايات المتحدة: "تشير العلامات بالفعل إلى أهمية الحفاظ على النشاط، واتباع نظام غذائي صحي، ومنع زيادة الوزن".
في الوقت نفسه، حذرت ساندون من أن هذه الدراسة لا تثبت السبب والنتيجة، حتى لو كان احتمال وجود صلة بين الدهون الزائدة في الجسم وتدهور الصحة العقلية "مرجحًا".
وأضافت، إن النتائج لا ينبغي أن تثني أي شخص عن محاولة تحسين عادات الأكل والنشاط.
وأشارت إلى أن "هذه مجرد دراسة حديثة أخرى تؤيد فكرة الصحة الجيدة بأي حجم. من المؤكد أنها فكرة جيدة أن تحاول أن تكون بصحة جيدة بقدر ما يمكن، بغض النظر عن شكلها وحجمها. الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة مفيدة للجميع. في جميع مراحل الحياة".