لا يخلو الإنسان من أن يقع في ذنب لكن المؤمن يتذكر دائما ويرجع إله ربه يسأله التوبة والمغفرة.
وتختلف ذنوب العباد اختلافا كبيرا غير أن هناك ذنبا قد لا ينتبه إليه الكثير وهو ذنب البهتان، فكثيرا ما يتحدث العلماء عن الغِيبة وضررها وخطرها غير أن البهتان أشد من جرما وأكثر منه خطرا. .. فما هو البهتان وما كفارته؟
معنى البهتان:البهتان له عدة معان منها تدور كلها حول معنى الافتراء و
الكذب بهتانا لأنه يبهت سامعه ويدهشه ويحيّره لفظاعته، وسمّي بذلك لأنّه يبهت أي يسكت لتخيّل صحّته، ثمّ ينكشف عند التّأمّل.
أيهما أشد جرمًا الغيبة أم البهتان؟
الغيبة ذنب بل وكبيرة عظيمة إلا أنه إذا ما قورنت بالبهتان كان البهتان أشد جرما كونه اتراء وكذبا؛ فعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "أتدرون ما الغيبة؟" قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟. قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته. وإن لم يكن فيه، فقد بهتّه".(رواه مسلم).
وبين النبي صلى الله عليه وسلم شدة حال هؤلاء الذين يرمون الناس بالباطل يوم القيامة فقال: " ...ومن رمى مسلما بشيء يريد شينه (أي عيبه وذمّه) به حبسه اللّه على جسر جهنّم حتّى يخرج ممّا قال".(رواه أبو داود، وحسنه الألباني).
كفارة البهتان:
ومهما عظم الذنب فإن له توبة فإذا كان البهتان من الأمور المذمومة في الشرع وعند أهل المروءات فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ البيعة على من أراد الدخول في الإسلام أن يتجنب البهتان، فعن عبادة بن الصّامت- رضي اللّه عنه- وكان شهد بدرا، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال وحوله عصابة من أصحابه: "بايعوني على أن لا تشركوا باللّه شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على اللّه، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثمّ ستره اللّه فهو إلى اللّه، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه". فبايعناه على ذلك.(رواه البخاري).
وبهذا فمن وقع في الكذب أو الافتراء أو البهتان فكفارته التوب وعدم الرجوع والاعتذار عن هذا مستشعرا الندم للوقوع في هذا الذنب العظيم.