مرحبًا بك عزيزتي ..
يغفل الكثير منا نحن الآباء والأمهات عند تربية الأبناء عن المفهوم السوي والصحي لحبهم، فنردد أننا نحبهم بينما حبنا لهم "مشروط" بالطاعة، أو المذاكرة ، أو الصلاة، أو، أو ، والصحيح أن نحبهم حبًا "غير مشروط"، لأنهم أبناؤنا، وفقط، وليس لتصرفهم بطريقة لائقة، أو مشرفة، وخلافه، ومن ثم إذا أخطأ الطفل سكبنا عليه هذا الوابل الذي ذكرتيه من الشتم واللعنات، وإذا أحسن التصرف قوبل بالترحيب والحب، وكأنه لا يستحق هذا الحب إلا بالكد والعرق ليحصل عليه.
لذا نحتاج نحن الآباء والأمهات إلى أن نحب أبناءنا بالفعل، ونجيد التعبير عن هذا الحب في كل الأوقات، ففي وقت الخطأ يستحق منا الطفل الحب والتفاهم، كما يحتاجهم بالضبط وقت الصواب.
نحتاج نحن الآباء والأمهات إلى تعلم " فن الإثابة والعقاب" ، وهو في نقاط، يمكن تلخيصه كالتالي، بحسب الاختصاصيين:
1- ليس عيبا ولا ضعفا أن نعبر عن حبنا لأبنائنا وقدوتنا في ذلك النبي عليه أفضل الصلاة والسلام حيث يعتبر صلى الله عليه وسلم ذلك، من مكملات الرحمة المطلوبة بين البشر، ويحضرني واقعة بينه صلى الله عليه وسلم وأحد الأشخاص عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل أحفاده تعجب وقال أن لديه أبناءً كثر ما قبل واحدا منهم قط فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
2- لو لاحظنا سلوكنا نجد ارتباطًا خاطئًا بين معاقبة الطفل وحالتنا النفسية، بمعنى أننا لو كنا في حالة مزاجية جيدة من الممكن أن نتغاضى عن الأخطاء التي يجب ألا تترك دون توجيه ومناقشة ، وبالعكس عندما تكبلنا الهموم من العمل وخلافه، نجد الطفل كبشًا للفداء لأتفه الأسباب، مما يجعل عقل الطفل لا يرتبط بالثواب والعقاب بالمعنى الصحيح، بل يشعر بالظلم عندما يعاقب.
3- الجزاء من جنس العمل يجب أن نزن العقاب على قدر الخطأ والعكس.
4- يجب أن نناقش الطفل لماذا عوقب بتوجيهه لغرفته مثلاً، وتركه لتجمع الأسرة ، وإلا سيشعر بالظلم لأنه عوقب دون أن يفهم نقطتين أساسيتين: ما الخطأ الذي ارتكبه ثم, لماذا استحق عليه هذا العقاب في جو من الهدوء بدون صوت مرتفع.
5- عندما نرفع صوتنا بالصراخ في الطفل، ثم نعاقبه بالحرمان من المصروف مثلا، تمامًا كأننا نجمع على قلب عبد عذابين بل الواجب إذا رفعنا صوتنا (رغمًا عنا) اعتبر ذلك عقابًا للطفل.
أرجو يا عزيزتي الأم الحنونة أن تكون تلك النقاط عن الحب غير المشروط وفن الإثابة والعقاب قد أفادتك، لتبدأي في التنفيذ فورًا، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.