هل فكرت يومًا وأنت تنظف أسنانك بشكل معتاد صباح كل يوم فيما هو أبعد من الشكل الجمالي، وحماية الأسنان من مخاطر التسوس؟، أغلب الظن أنه ربما لم يخطر في بالك أنك بذلك توفر الحماية لصحتك من خطر التعرض لأمراض قاتلة.
قال طبيب الأسنان، الدكتور مارك بورهين، عبر تطبيق "تيك توك"، إن استخدام الخيط لتنظيف الاسنان يجب أن يكون جزءًا من روتينك اليومي، إذ أنه "لا يمكنك أن تكون بصحة جيدة بدون فم سليم".
وأضاف إن استخدام الخيط يمكن أن يساعد في منع ثلاثة أمراض قاتلة؛ مثل الخرف وأمراض القلب والجلطات الدموية، بالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بالخصوبة.
وأوضح: "وفقًا لدراسة أجريت عام 2019، يمكن للبكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في الفم إطلاق السموم التي تشق طريقها إلى الدماغ، مما يساهم في الإصابة بمرض الزهايمر"، بحسب ما أوردته صحيفة "ذا صن".
أمراض القلب وصحة الفم
ويقول الخبراء في كلية الطب بجامعة هارفارد إن هناك صلة بين أمراض القلب وصحة الفم الجيدة، وأشاروا إلى أكثر من دراسة أظهرت أن أولئك الذين يعانون من سوء صحة الفم ويعانون من مشاكل مثل أمراض اللثة أو فقدان الأسنان، غالبًا ما يكون لديهم معدلات أعلى من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية من الأشخاص الذين يتمتعون بفم جيد.
وأوضحوا: ربطت الدراسات بين أمراض اللثة (خاصة إذا كانت ناتجة عن عدوى ببكتيريا تسمى البورفيروموناس اللثوية) والتهاب المفاصل الروماتويدي. بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أجريت عام 2018 صلة بين هذه البكتيريا نفسها وخطر الإصابة بسرطان البنكرياس.
أضاف الدكتور بورهين أيضًا، إن استخدام الخيط يمكن أن يقلل من الالتهاب وبروتين سي التفاعلي، كما أنه يمكن أن يعزز جهاز المناعة.
قال الدكتور نايجل كارتر، رئيس مؤسسة طب الأسنان البريطانية سابقًا، إن الفم يمكن أن يزيد الالتهاب في جميع أنحاء الجسم.
وأضاف لصحيفة "الإندبندنت": "يمكن أن يؤدي إلى إطلاق عدد كبير من المواد الكيميائية المعروفة باسم الوسطاء، وهي نفس أسباب الالتهاب المتورط في أمراض القلب".
وتوصلت دراسة نشرها خبراء بجامعة بريستول أيضًا في عام 2008، إلى أنه إذا دخلت البكتيريا إلى مجرى الدم عبر اللثة، فيمكنها أن تتحد مع الصفائح الدموية في الدم لتكوين جلطات دموية.
اقرأ أيضا:
عصير "سحري" لمحاربة مرض الكبد الدهني وتليف الكبدتنظيف الأسنان بالخيط
يعتبر التنظيف بالخيط جزءًا أساسيًا من روتين نظافة الفم، لأنه يساعد على التخلص من البكتيريا الموجودة بين الأسنان واللثة. وقال الدكتورة بورهين إن استخدام الخيط يمكن أن يعزز الخصوبة ويمنع الولادات المبكرة.
في عام 2011، وجد الخبراء في السويد أن النساء المصابات بأمراض اللثة يكافحن من أجل الحمل أكثر من نظرائهن اللواتي يتمتعن بلثة صحية. إذ أن النساء المصابات بأمراض اللثة استغرقن سبعة أشهر للحمل، بدلاً من خمسة أشهر للنساء غير المصابات بأمراض اللثة.
وقال كبير الباحثين البروفيسور، روجر هارت من جامعة غرب أستراليا: "مرض اللثة قد يكون أحد العوامل العديدة التي يمكن تعديلها لتحسين فرص الحمل".
في عام 2019، أظهرت دراسة نشرت أيضًا في دورية "طب أمراض اللثة السريرية"، أن النساء اللواتي يعانين من ضعف في صحة اللثة كن أكثر عرضة للولادة المبكرة.
اكتشف الباحثون، أن النساء اللواتي تعرضن للمخاض مبكرًا كن أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة بنسبة 45 في المائة مقارنة بالنساء اللائي تعرضن لحمل مثالي بنسبة 29 في المائة.