يعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن أمرًا أساسيًا للجميع، بما فيهم الأصحاء، لكنه يصبح أكثر أهمية خاصة لمن يعاني من مرض السكري، من خلال الحد من تناول الكربوهيدرات في الوجبات الغذائية.
ولا ينتج البنكرياس الأنسولين عند الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، أما في النوع الثاني، فتصبح خلايا الجسم مقاومة للأنسولين، لذلك هناك حاجة إلى كمية أكبر للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ضمن المعدل الطبيعي.
وكشف الخبراء، أن الصيام المتقطع يمكن أن يساعد في السيطرة على السكري من النوع الثاني، وحتى القضاء عليه، من خلال الامتناع عن تناول الطعام، لفترة قد تستمر - على سبيل المثال - بين الساعة 6 مساءً وظهيرة اليوم التالي، الأمر الذي يساعد أيضًا على تحسين الحالة الصحية، مثل ضغط الدم والكوليسترول.
وقال الخبراء في دورية لمرض السكري السريري وعلم الغدد الصماء، إنه من خلال دراسة حالات لمرضى السكري من النوع الثاني الذين يعتمدون على الصيام المتقطع، فإن هذا النظام الغذائي يمكن أن يحسن الحالة الصحية للمرضى.
ووجدوا – وفقًا لصحيفة "ذا صن" - أن الصيام المتقطع، واتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات والدهون، يمكن أن يساعد مرضى السكري من النوع الثاني على تقليل وزن أجسامهم وخفض مستويات اللبتين لديهم.
اظهار أخبار متعلقة
وعادةً ما يعاني مرضى السكري من النوع الثاني من ارتفاع مستويات اللبتين، ما قد يعني أنهم يصبحون مقاومين له. وغالبًا ما يكون لديهم أيضًا مستويات عالية من الأديبونكتين، والذي عادة ما يقاوم مرض السكري والالتهابات.
وقال الخبراء: "وجدت بعض الدراسات أن المرضى تمكنوا من عكس حاجتهم للعلاج بالأنسولين خلال بروتوكولات الصيام العلاجية المتقطعة بإشراف طبيبهم".
واستشهدوا بدراسة حالة واحدة تمت فيها متابعة ثلاثة أشخاص مصابين بالسكري لعدة أشهر بعد بدء الصيام المتقطع، حيث كانوا يصومون بشكل متقطع لمدة 24 ساعة في الأسبوع.
انخفاض مستويات الجلوكوز بالدم
وأظهر المشاركون انخفاضًا في مستويات الجلوكوز بالدم، وفقد الثلاثة الوزن جميعهم، وتمكنوا من التوقف عن استخدام الأنسولين في غضون شهر واحد من بدء النظام الغذائي.
وقال المشاركون الثلاثة إنهم وجدوا النظام الغذائي سهل التحمل، ولم يختر أي منهم التوقف عن النظام الغذائي.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، إنه "لا يوجد شيء لا يمكنك تناوله" إذا كنت مصابًا بالسكري من النوع الثاني، لكنها تنصح بضرورة الحد من بعض الأطعمة.
وتنص الإرشادات الرسمية على أنه يجب تناول مجموعة كبيرة من الأطعمة، بما فيها الفاكهة والخضروات وبعض الأطعمة النشوية مثل المكرونة. وتوصي في المقابل بتقليل السكر والدهون والملح إلى الحد الأدنى. كما يجب تناول ثلاث وجبات في اليوم وعدم تفويت وجبة واحدة.
ويمكن أن يقيد الصيام المتقطع الفترة الزمنية التي يجب أن تأكل فيها، من خلال تطبيقه خلال ساعات الليل، أثناء النوم، حيث من غير المرجح أن تتناول الطعام.
وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا بأنه "إذا كنت بحاجة إلى تغيير نظامك الغذائي، فقد يكون من الأسهل إجراء تغييرات صغيرة كل أسبوع".