تسير الأبحاث العلمية بخطى حثيثة لدراسة وفهم طبيعة فيروس كورونا ومتغيراته، وخلال أكثر من شهرين قام العلماء بتتبع المتحور الجديد فائق الانتشار لفيروس كورونا، أميكرون، ونتيجة لذلك تظهر معلومات جديدة كل يوم حول هذا الفيروس التاجي المتحول للغاية.
وقد قام موقع "إنسايدر" بتجميع أغلب الآراء العلمية من جميع أنحاء العالم حول متغير "أوميكرون" أحدث نسخ فيروس كورونا.
ما مدى سرعة انتشار أوميكرون؟
قالت منظمة الصحة العالمية إن "أوميكرون" يحل محل متحور دلتا بسرعة في كل مكان، بآثار استبدال أسرع من أي وقت مضى أثناء الوباء، ومنذ أن تم اكتشاف هذا المتغير؛ كان أكثر من يقلق العلماء معدل انتقاله الغير مسبوق.
وحول معدل انتقال متحور Omicron ، تقول عالمة الأوبئة والمسؤولة الفنية عن فيروس كورونا في منظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيركوف، إن الطفرات الموجودة في الفيروس تسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية بسهولة أكبر، والسبب الثاني الذي يساعد على الانتقال السريع للفيروس هو مقاومة المناعة، مما يعني أنه يمكن الإصابة مرة أخري حتي إذا ما كان الشخص أصيب بعدوى سابقة أو إذا تم تطعيم.
وسبب آخر مهم ذكرته ماريا فان كيركوف هو انتشار متغير "أوميكرون" في الجهاز التنفسي العلوي الذي لم يُشاهد في دلتا أو أي سلالة أخرى، ونظرًا لوجوده في الجهاز التنفسي العلوي فإنه يجعله سهل الانتشار.
ويقول Shangxin Yang ، الأستاذ المساعد في علم الأمراض والطب المخبري بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، "كانت السرعة التي انتشر بها "أوميكرون" في جميع أنحاء العالم أمراً مذهلاً للغاية، إنه أمر سحري تقريبًا، في غضون أسبوعين، انتقلت معدل الحالات الإصابة من 1 ٪ إلى 50 ٪، وفي شهر واحد؛ إلى ما يقرب من 100 ٪"، ويضيف، "هذه سرعة مذهلة، لم نتخيل أبدا أنه يمكن لأي فيروس فعل ذلك ".
اقرأ أيضا:
عصير "سحري" لمحاربة مرض الكبد الدهني وتليف الكبدلماذا يعتبر "أوميكرون" فائق الانتشار؟
وفقاَ لتصريحات ماريا فان كيركوف، يبدو أن أوميكرون يتمكن من الإصابة والتكاثر في الجهاز التنفسي العلوي بشكل سريع، مقارنةً بالدلتا والسلالات الأخرى التي تفضل الجهاز التنفسي السفلي، وهذا يمنح المتغير ميزة انتقال مستقلة تؤهله لتخطي النظام المناعي.
وقال العلماء إن التركيب الجيني لأوميكرون يجعله أكثر فاعلية في تجنب الأجسام المضادة التي تنتجها العدوى الطبيعية والتطعيم، وهذا يساعد الفيروس على الانتشار بسرعة.
ولا تنجم قابلية انتقال أوميكرون المفرطة عن إطلاق كميات كبيرة من الفيروس من الأشخاص المصابين، بل وجد العلماء أن أفضل تفسير لانتشاره بسرعة البرق هو قدرته على التهرب من مناعة السارس- CoV-2 الناتجة عن التطعيم أو المناعة التي تم تكوينها من عدوى سابقة.
على الرغم من قابليته العالية للانتشار.. لماذا يقال إنه أقل ضررا؟
تشير الدراسات الأولية إلى أن أوميكرون يعاني من نقص في القدرة على إصابة أنسجة الرئة، وهو ما قد يكون سببًا لإصابة الأشخاص المصابين بأوميكرون بعدوي أقل خطورة مقارنة بدلتا، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
ويقول الدكتور سوريش كومار، المدير الطبي لمستشفى Lok Nayak ، عن ضعف عدوي أوميكرون، "هذا المتحور ينتشر بسرعة، لكن يتم إزالته سريعًا من الجسم مقارنة بمتغير دلتا."
وقال الخبراء إن التطعيم والجرعات المعززة تساهم أيضًا في تقليل مخاطر الوفاة لدى الأفراد المصابين بأوميكرون، كما توفر العدوى السابقة للفيروس أيضًا مناعة أقوى ضد أوميكرون من المتغيرات الأخرى.
ويقول جيريمي لوبان، خبير الفيروسات بجامعة ماساتشوستس، "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن أوميكرون هو نتيجة تحور الفيروس بشكل أسرع، الأمر فقط أننا لم نشاهد هذا الانتشار أبدًا من قبل، لكن لحسن الحظ فهو ليس مميتًا في الغالب، ونظرًا لخاصية الانتشار الفائقة هذه، يتوقع العلماء أنه سيبقى بين البشر لعدة سنوات قادمة.
وأضاف الدكتور وارنر جرين، المدير السابق وكبير الباحثين الحاليين في معهد جلادستون لعلم الفيروسات، "أفضل سيناريو هو أن يصبح الفيروس ضعيفًا لدرجة أنه يصبح مجرد لقاح بحد ذاته، سينتشر لكنه لن يسبب مرضا خطيرا، وفي هذا الوضع سيبدأ الفيروس في فقدان فاعليته ويصبح مستوطنًا في مناطق صغيرة جدًا، ويتكاثر فقط عندما يصادف أشخاصًا لم يصابوا أو تم تطعيمهم من قبل".
اقرأ أيضا:
لا تفوتك.. فوائد مذهلة لتناول الموز الأخضر اقرأ أيضا:
تناول هذا الطعام قبل النوم يساعدك على التخلص من الشخير