توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول مكملات فيتامين (د) قد يساعد في منع الإصابة بالصدفية والتهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.

ويسمى فيتامين د "فيتامين أشعة الشمس"، لأن الأجسام تفرزه عند تعرضها لأشعة الشمس. ويحتاج معظم الناس إلى مكملات غذائية لتوفير احتياجات الجسم منه. ويوصي معهد الطب (الأكاديمية الوطنية للطب بالولايات المتحدة) الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عامًا بتناول 600 وحدة دولية/ يوميًا، على أن يحصل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا على 800 وحدة دولية / يوميًا.

وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، أن الأشخاص الذين تناولوا 2000 وحدة دولية يوميًا من فيتامين (د)، مع أو بدون جرام واحد من زيت السمك، لمدة تزيد قليلاً عن خمس سنوات، تراجع لديهم خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بنسبة 22 في المائة، مقارنة بنظرائهم الذين تناولوا دواءً وهميًا.

أول تجربة من نوعها

قال مؤلفو الدراسة إن الأبحاث السابقة قد ألمحت إلى هذا الارتباط، لكن الدراسة الجديدة هي أول تجربة عشوائية محكومة للنظر في ما يحدث عندما يتم إعطاء الأشخاص مكملات فيتامين (د) ومتابعتهم لمعرفة ما إذا كانوا يصابون بأمراض المناعة الذاتية.

 شملت الدراسة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم تجربة فيتامين د، وأوميجا 3 (فيتال)، ما يقرب من 26000 شخص بالغ (يبلغ متوسط أعمارهم 67 عامًا). لم يكن أي منهم يعانون من نقص فيتامين (د) ولا يواجهون خطرًا كبيرًا للإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

تم اختيار المشاركين عشوائيًا لتلقي إما 2000 وحدة دولية يوميًا من فيتامين د، مع 1 جرام من الأحماض الدهنية أوميجا 3، مكمل فيتامين د، مع دواء وهمي أوميجا 3 من الأحماض الدهنية مع دواء وهمي. ثم أجابوا من خلال الاستبيان حول التشخيصات الجديدة لأمراض المناعة الذاتية، وراجع الأطباء سجلاتهم لتأكيد هذه التشخيصات.

الأشخاص الذين تناولوا فيتامين (د) أو فيتامين (د) وأحماض أوميجا 3 الدهنية كانت لديهم معدلات إصابة بأمراض المناعة الذاتية أقل من الأشخاص الذين تناولوا دواءً وهميًا أو أحماض أوميجا 3 الدهنية بمفردهم بعد أكثر من خمس سنوات بقليل من المتابعة، وكانت هذه التأثيرات أكثر بعد عامين.

لم تقلل أحماض أوميجا 3 الدهنية وحدها من الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. وتتميز العديد من أمراض المناعة الذاتية بالالتهابات، ومن المعروف أن زيت السمك يساعد في تهدئة الالتهاب.

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة كارين كوستينبادير، أخصائية أمراض الروماتيزم في مستشفى بريجهام والنساء في بوسطن بالولايات المتحدة: "يبدو أن إعطاء فيتامين د سيمنع أمراض المناعة الذاتية، وهو أمر مثير حقًا".

وأضافت: "فيتامين د يرتبط بمستقبلات في خلايا الجهاز المناعي لتشغيل مجموعة من الجينات المشاركة في وظيفة الجهاز المناعي".

كيف تحدث أمراض المناعة الذاتية؟

تحدث أمراض المناعة الذاتية عندما يتعرض الجهاز المناعي لـ "نيران صديقة" مدمرة ضد أجزاء من الجسم.

ويخطط الباحثون لمتابعة المشاركين لبضع سنوات أخرى. وقالت كوستينبادير: "نريد أن نرى من الذي يستفيد أكثر من حيث الوقاية من أمراض المناعة الذاتية وما إذا كان فيتامين (د) يعمل بشكل جيد أو أفضل لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية".

وأوضحت أن هذا مهم، لأن هناك أكثر من 80 مرضًا من أمراض المناعة الذاتية.

وأشارت كوستنبادر إلى أن فيتامين (د) وزيت السمك آمنان. وأضافت: "أقترح فيتامين د بمقدار 2000 وحدة دولية يوميًا و1 جرام يوميًا من أحماض أوميجا 3 الدهنية البحرية (زيت السمك) - وهي نفس الجرعات المستخدمة في فيتال".

ويمكن الحصول على فيتامين د الذي يحتاجه الجسم بقضاء 15 دقيقة في الشمس كل يوم. لكنها أوضحت أن "هذا أمر صعب لأن التعرض الشديد لأشعة الشمس يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد".

ومع ذلك، حذرت كوستنبادر من أنه لا يجب على الجميع القفز على عربة مكملات فيتامين د. وتابعت: "هناك بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى تجنب فيتامين د لأن لديهم تاريخًا من الإصابة بحصوات الكلى أو أمراض أخرى. استشر طبيبك قبل البدء في تناول المكملات".

اقرأ أيضا:

عصير "سحري" لمحاربة مرض الكبد الدهني وتليف الكبد

انخفاض خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية

وقال الدكتور مايكل هوليك، أستاذ الطب وعلم وظائف الأعضاء والفيزياء الحيوية والطب الجزيئي في كلية الطب بجامعة بوسطن، والذي كرس حياته المهنية لدراسة فيتامين د: "هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن فيتامين (د) من شأنه أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وتؤكد هذه الدراسة أن فيتامين (د) يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية".

وأضاف إن هذا أمر منطقي: "فيتامين (د) هو معدل رئيسي لوظيفة المناعة على كل المستويات"، وأشار إلى أنه لا يوجد جانب سلبي لزيادة تناول فيتامين د، وهناك الكثير من الجوانب الإيجابية. ربطت الدراسات نقص فيتامين (د) بمجموعة من الأمراض والحالات بما فيها أمراض القلب والسكري ومرض هشاشة العظام وهشاشة العظام وأنواع معينة من السرطان والاكتئاب.