الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لوعيك النفسي واهتمامك بالبحث عن حل، وعدم استسلامك لفكرة أن "كل" الذكور سيئون، ولا كل العلاقات الزوجية مثل علاقة والديك ببعضهم، وشعورك باستحقاق الاحترام والتقدير والحب والاهتمام وعدم حدوث العكس كما حدث مع والدتك.
وعلميًا، فنحن البشر نتأثر كثيرًا، كثيرًا، إلى حد بعيد في طفولتنا بعلاقات والدينا بنا وببعضهم البعض، فتتشوه شخصياتنا، وعلاقتنا بأنفسنا والآخرين، ونرتنا للعلاقات، والحياة، وكل شيء بقدر هذا التشوه، وحدوثه من عدمه.
ما ننشأ فيه، وعليه، ينحتنا يا عزيزتي، وبدون أن ندري، لذا قد تكون رغبتك ألا تصبحين مثل والدتك فيما تعرضت له، ولكن ساوكك يأتي على عكس رغبتك، لا لشيء إلا لأن هذا ما ألفته وتعودت عليه وتشوهت النفس بسببه، فتجدينها لا إراديًا تقع في فخاخ شخصية مؤذية تشبه شخصية والدك، تحت وهم وخداع النفس بالحب والعاطفة إلخ ومن ثم حدوث تكرار قهري لسيرة والدتك مع والدك ولكنها هذه المرة هي أنت وهذا الشخص!
والحل؟
الرغبة وحدها لا تكفي، بل النضج والنمو النفسي عبر مساعدة نفسية متخصصة هو الحل، وهو ما يسمى في الطب النفسي بـ "التعافي"، لابد من التحرر من كل المشاعر السلبية المتراكمة داخلك بسبب إساءات الطفولة التي مستك بشكل مباشر وآخر مؤكد غير مباشر عبر علاقة والديك المشوهة ببعضهم البعض، فهذا هو ما سيجعلك تغيرين نظرتك للذكور، وعلاقتك بهم، وتعاملاتك معهم، وهو سلاحك لتتعرفي على النماذج المريضة منهم فتبتعدي وترفضي أي اساءات مستقبلية محتملة، وتقبلين على عمل علاقات صحية مع الجميع، ومع الذكور من زملاء العمل والأقارب وغيرهم ممن تتطلب الضرورة التعامل معهم، وستنتقين أيضًا رجلًا جيدًا مناسبًا لنسختك الجديدة، الطيبة، الأفضل، المتعافية، الأكثر نضجًا ونموًا ووعيًا، حتى تكملين حياتك على أفضل وضع ممكن.
عزيزتي، لا حل بدون التخلص من آثار الطفولة وتشوهاتها.
وما تحكين عنه هو من أعراض مرض الإكتئاب وربما القلق الاكتئابي، فسارعي لاستشارة الطبيب، أو معالج نفسي، فنفسك تستحق الرعاية والعناية والرفق.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.