نجح الجراحون بجامعة ألاباما الأمريكية في زرع كليتين من خنزير معدل وراثيًا إلى إنسان.
وأجريت العملية لمريض ميت دماغيًا وكان متبرعًا مسجلاً بالأعضاء، وأجازت عائلته البحث.
ووفقًا لما ذكره الباحثون في "المجلة الأمريكية للزراعة"، فإن هذه هي ثاني عملية زرع ناجحة لكُلى من خنزير إلى إنسان في الولايات المتحدة، بعد إنجاز مماثل حققه الجراحون بمركز "لانجون هيلث" بجامعة نيويورك في أكتوبر الماضي.
يأتي ذلك بعد أن نجح الجراحون في ولاية ماريلاند في 10 يناير، في زرع قلب خنزير لرجل يبلغ من العمر 57 عامًا يعاني من قصور في القلب يهدد حياته، بعد أن استنفد العلاجات الأخرى ولم يكن مؤهلاً لعملية زرع قلب بشري، بسبب تدهور حالته الصحية.
قال باحثون من جامعة ألاباما، إن أعضاء الخنازير معدلة وراثيًا لمنع رفضها من قبل البشر، وتنمو بعد الجراحة. وأضافوا إن القدرة على زرع أعضاء الخنازير في البشر يمكن أن تزيد من عدد الأعضاء المتاحة، وتمنع آلاف الوفيات في الولايات المتحدة بسبب نقص أعضاء المتبرعين.
اظهار أخبار متعلقة
كفاءة الكليتين
وبعد الزرع، أظهرت الكلى اليمنى في البداية إنتاج بول "قوي"، بينما أنتجت الكلية اليسرى كمية أقل بكثير من البول. ولاحظ الباحثون أن سبب هذا الاختلاف غير معروف، ولكن قد يكون مرتبطًا بكيفية عمل كل عضو في البداية من الخنزير المتبرع.
ومقارنة بالكلية اليمنى، أمضت الكلية اليسرى وقتًا أطول في درجة حرارة الغرفة بعد انقطاعها عن إمداد دم الخنزير وقبل وضعها على الثلج.
وقال الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة كيف يمكن لهذه العوامل أن تضعف وظيفة عضو خنزير في الإنسان المتلقي.
وعلى الرغم من أن الكليتين تنتجان البول، وإن كان بكميات مختلفة، لم يقم أي من العضوين بترشيح الفضلات من الدم مثل الكلى التي تعمل بكامل طاقتها.
ووجد الباحثون أن مستوى الكرياتينين، وهو منتج نفايات لوظيفة خلايا العضلات، في الدم لم ينخفض بمرور الوقت، ولم تفرز أي من الكليتين الكرياتينين المهم في البول. وأشار العلماء إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا الخلل ناجمًا عن تلف في الكلى، أو كان مرتبطًا بالتغيرات الفسيولوجية التي يسببها الموت الدماغي.
قال المؤلف المشارك والجراح، الدكتور جيمي إي لوك، المسؤول عن زراعة الأعضاء في جامعة ألاباما في بيان صحفي، إن عملية الزرع الناجحة "تقربنا من المستقبل حيث يفي إمداد الأعضاء بالحاجة الهائلة". وأضاف إنه بمجرد الزراعة، أنتجت الكلى البول ولم يتم رفضها على المدى القصير.
تعديل أعضاء الخنازير لنقلها إلى الإنسان
في السنوات الأخيرة، تم استخدام أساليب تحرير الجينات (RISPR-Cas9) لتعديل أعضاء الخنازير والسماح بزرع الأعضاء من الخنزير إلى الإنسان دون نقل المرض.
بالإضافة إلى التوافق المناعي، هناك خطر انتقال عدوى الفيروسات القهقرية الذاتية الخنازير، بعد عمليات زرع الخنازير للإنسان، والتي ثبت أنها تصيب الخلايا البشرية.
في أواخر العام الماضي، أجرى الجراحون بجامعة نيويورك لانجون هيلث أيضًا عملية زرع كبد ناجحة من خنزير إلى إنسان، ويستكشف الباحثون أيضًا عمليات زرع الرئة والبنكرياس والجلد من خنزير إلى إنسان، وفقًا لمجلة "ساينس ايمنولوجي" في عام 2019 .
ويتم زرع صمامات قلب الخنزير بشكل روتيني في مرضى القل