مرحبًا بك يا عزيزتي..
الهرب ليس علاجًا لما تعانين منه يا ابنتي، فهذا بيتك، ووالدتك مخطئة بالطبع واساءاتها في حقك كبيرة سواء بسوء معاملتك منذ الطفولة أو طردك من بيتك.
والدتك شخصية "غير ناضجة"، ربما عانت هي الأخرى في طفولتها من أبوين قاسيين، وووالدية مسيئة، فالانسان يا ابنتي يكرر قهريًا ما يعرفه وتعرض له، وربما لديها ضغوط تسببت في اضطرابات نفسية، ففعلها معك بالطرد هو غير مسئول، ولا سوي نفسيًا، بالمرة.
أريد منك التفريق بين واجبك في البر وهو يمكن فعله مع أي أحد، وبين مشاعرك نحوها بالحب أو الكراهية فالمشاعر لا يمكن فرضها يا ابنتي، لذا يمكنك برها وحسن معاملتها على الرغم من عدم حبك لها، ربما تلين لك بهذا البر وحسن المعاملة.
حماية نفسك وحفاظك على صحتك النفسية هو مسئوليتك، لذا حين يزداد عنفها معك، احم نفسك منها بالتجنب أو الابتعاد عنها، وبذا تصلها رسالة أنك لن تصمتي إزاء الإيذاء، وابدأي في قول بعض الجمل الواضحة المهذبة مثل لا تفعلي ذلك، أنا أرفض ما تفعلين، لن أخرج من البيت أبدًا مهما فعلت، وهكذا..
اصبري يا عزيزتي على طريقة تعاملك الجديدة المفاجئة لها مع الإيذاء، فتدريجيًا ستتعود، إذ أن هناك فارق بين الرفض للأذى بحسم وأدب، والرفض بشجار وسوء أدب، ما أود منك أن تصدقيه وتلزميه هو الأول لأنه هو ما سيوصلك إلى نتيجة جيدة، مطلوبة، ولو بعد حين، ربما يطول لعدة شهور.
بالطبع، لا بأس أن تتواصلي مع معالجة أو مرشدة نفسية للتخلص من آثار إساءات الطفولة على شخصيتك، لتصبحين نسخة أفضل من نفسك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.