أخبار

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

ماذا فعلت بك ليلتك السوداء وبماذا نفع قرينها؟.. انظر وقارن واعرف الخير الحقيقي

"وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم".. للمؤمن حرمته فما بالك إن كان ذلك في حق رسول الله؟ (الشعراوي)

دعوا الله بدون تكلف.. لن تتخيل جوائز السماء

هل أنت عاقل؟.. 4 صفات فتش عنها في نفسك

أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟

أقاربي لا يحبون "خلفة البنات" وكل أطفالي "بنات".. ماذا أفعل؟

من وحي الصدفة..هذا هو الكرم الحقيقي الذي يجبر الله به كسرك

بناء مسجد أولى أم بناء بيت للأولاد؟

دراسة: فوائد طويلة الأمد للعلاقة بين الطفل والمعلم

على غير المألوف.. شاب يعشق عابدة (تفاصيل مثيرة ونهاية مؤلمة)

بقلم | عامر عبدالحميد | الاحد 08 سبتمبر 2024 - 11:57 ص

قال سقراط: العشق جنون، وهو ألوان، كما أن الجنون ألوان.
وذكرت كتب الأدب الكثير من قصص العشاق وكيفية كانت نهايتهم وعلاقاتهم بمعشوقيهم.

عاشق يموت كتمانًا:


ذكر شيوخ من قبيلة خزاعة أنه كان عندهم بالطائف جارية متعبدة ذات يسار وورع، وكانت لها أم أشد عبادة منها، وكانت مشهورة بالعبادة، وكانتا قليلتي المخالطة للناس، وكانت لهما بضاعة مع رجل من أهل الطائف، فكان يبضعها لهما، فما رزقهن الله من شيء أتاهن به.
قالوا: وبعث يوما ابنه، وكان فتى جميلا مسرفا على نفسه، إليهن ببعض حوائجهن، فقرع الباب، فقالت أمها: من هذا؟
 قال: أنا ابن فلان. قالت: ادخل! فدخل وابنتها في بيت، ولم تعلم بدخول الفتى، فلما قعد معها خرجت ابنتها، وهي تظن أنها بعض نسائهن حتى جلست بين يديه، فلما نظرت إليه قامت مبادرة فخرجت، ونظر إليها فإذا هي من أجمل العرب.
قال: ووقع حبها في قلبه، فخرج من عندها، وما يدري أين يسلك، فأتى أباه، فأخبره برسالتهن، وجعل الفتى ينحل ويذوب جسمه،
وتغير عما كان عليه، ولزم الوحدة والفكر، وجعل الناس يظنون أن الذي به من عبادة قد لزمها، حتى سقط على فراشه.
فلما رآه أبوه على تلك الحال دعا له الأطباء والمعالجين، فجعلوا ينظرون إليه، فكل يصف به دواء، ويقول: به داء لا يقوله صاحبه، والفتى مع ذلك ساكت لا يتكلم، حتى إذا طالت علته واشتد عليه الأمر دعا أبوه فتيانا من الحي، وإخوانه الذين كانوا له أنسا، فقال لهم: اخلوا به وسلوه عن علته لعله يخبركم ببعض ما يجده، فأتوه فكلموه وسألوه.
 فقال الفتى: والله ما بي علة أعرفها فأبينها لكم، وأخبركم بما أجد منها، فأقلوا الكلام.


رسالة من الفتى للعابدة:


وكان الفتى فطنا ذا عقل، فلما طال به الشوق دعا امرأة من بعض أهله فخلا بها، وقال: إني ملقٍ إليك حديثا ما ألقيته إليك إلا عند الإياس من نفسي، فإن ضمنت لي كتمانه أخبرتك وإلا صبرت حتى يحكم الله في أمري ما يحب، وبعد، فوالله ما أخبرت به أحدا قبلك، ولئن كتمت علي لا أخبر به أحدا بعدك، وإن هذا البلاء الذي أرى بي لا شك قاتلي.
فقالت له المرأة: قل يا بني ما بدا لك، فوالله ما أجد في الدنيا أحدا أحب بقاءه غيرك، وكيف لي أن يكون عندي بعض دوائك، فوالله لأكتمن أمرك ما بقيت أيام الدنيا.
 فقال لها: إن من قصتي كذا وكذا، فقالت له: يا بني أفلا أخبرتنا، فوالله ما رأيت كلمة أسكن بمجامع القلب فلا تفارقه أبدا، من كلمة: محب أخبر من يحبه أنه له عاشق ، فتلك الكلمة تزرع في قلوب ذوي الألباب شجرا لا تدرك أصوله.
فقالها: ومن لي بها، وكيف السبيل إليها وقد بلغك حالها وقصتها وشدة اجتهادها وعبادتها؟ قالت له: يا بني علي أن آتيك بما تسر به.


رد فعل المرأة:


قال: فلبست ثوبها وأتت منزل الجارية، فدخلت فسلمت على أمها وحادثتها ساعة. فسألتها أمها عن حاله وعن وجعه، فقالت: والله لقد رأيت الأوجاع والآلام، فما رأيت وجعا قط كوجعه، وإن وجعه يزيد في كل يوم، وألمه يترقى، وهو في ذلك صابر غير شاك لا يفقد من جوارحه شيئا، ولا من عقله.
فقالت أمها: أفلا تدعون له الأطباء؟ قالت: بلى، والله فما وقع أحد منهم على دائه، ولا يفقه دواءه.
ثم قامت فدخلت على الجارية في بيتها الذي كانت تتعبد فيه، فسلمت عليها، وحادثتها ساعة، وقد كان وقع إلى الجارية خبره، فعلمت أن ذلك من أجلها.
 فقالت لها المرأة: يا بنية أبليت شبابك وأفنيت أيامك على هذه الحال التي أنت عليها. قالت: يا عمتاه أية حال سوء تريني عليها قالت لا يا بنية ولكن مثلك يفرح في الدنيا ويلذ فيها ببعض ما أحل الله عز وجل لك، غير تاركة لطاعة ربك ولا مفارقة لخدمته، فيجمع الله لك بذلك الدارين جميعا، فوالله ما حرم الله، عز وجل، على عباده ما أحل لهم.
فقالت الفتاة العابدة: إني والله قد وهبت نفسي لمليك يكافئ من أقرضه بالعطايا الجزيلة، ويعين من انقطع إليه وخدمه بالهمم الرفيعة، وليس إلى الرجوع بعد الهبة سبيل، فتوسل إلى مولاك ومولاي بمحابه، واضرع إليه في غفران ما قدمت يداك من عمل لم يهبه فيه، ولم يرضه، فهو أول ما يجب عليك أن تسأله، وأول ما يجب علي أن أعظك به، فإذا خدمته بقدر ما عصيته طاب لك الفراغ من سؤال شهوات القلوب وخطرات الصدور.

نهاية مؤلمة للشاب العاشق:


فقامت المرأة من عندها، فأتته، فأخبرته بمقالتها. قال: فبكى بكاء شديدا.
 فقالت له العجوز: والله يا بني ما رأيت امرأة خوف الله، عز وجل، في صدرها، مثل هذه المرأة فاعمل بما أمرتك به، فقد، والله، بالغت في النصيحة، وأحسنت الموعظة، فلا تلق نفسك في مهلكات الأمور، فتندم حيث لا تغني الندامة.
وجعل يبكي ويقول: كيف لي بالبلوغ إلى ما دعت إليه ومتى يكون آخر المدة التي نلتقي فيها؟ قال: فاشتد وجعه ذلك، وحال عن ذوي العقول.
 فلما نظر القوم إليه في تلك الحال، وجعل لا يقره قرار، حبسوه في بيت، وأوثقوه، وتوهم القوم أن الذي به من عشق، فكان ربما أفلت، فيخرج من منزله فيجتمع عليه الصبيان، فيقولون له: مت عشقا، مت عشقا!
فلما صح ذلك عند أهله وعلموا أنه عاشق جعلوا يسألونه عن أمره، فكان لا يجيبهم، وكتمت العجوز قصته، فأخذوه فحبسوه في بيت فلم يزل فيه حتى مات.

الكلمات المفتاحية

عاشق يموت كتمانًا قبيلة خزاعة شاب يعشق عابدة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled قال سقراط: العشق جنون، وهو ألوان، كما أن الجنون ألوان.