توصل باحثون بمركز "سيدارز سيناي" الطبي بلوس أنجلوس إلى أن بعض النساء اللاتي يعانين من طفرة جينية يواجهن خطرًا كبيرًا للإصابة بسرطان المبيض، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "سيل ريبورتس".

في الدراسة، أنتج الباحثون خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات، يمكنها إنتاج أي نوع من الخلايا، واستخدموا عينات دم مأخوذة من نساء صغيرات مصابات بسرطان مبيض لديهن طفرة (BRCA-1) إلى جانب مجموعة ضابطة من نساء يتمتعن بصحة جيدة.

استخدم الباحثون، الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات لإنتاج أشباه عضويات، أو نسخ صغيرة ومبسطة من بطانة قناتي فالوب للمجموعتين وقارنوها.


بالإضافة إلى إظهار كيفية "زرع" سرطان المبيض في قناتي فالوب لدى النساء المصابات بهذه الطفرات، فإن النهج المستخدم في التجارب يمكن أن يساعد في التنبؤ بالنساء اللائي سيصابن بسرطان المبيض، ربما قبل عقود من الزمان، بحسب الباحثين.

وقال الباحثون وفقًا لوكالة "يو بي آي"، إنه يمكن استخدامه أيضًا لتقييم ما إذا كان دواء ما قد يعمل ضد المرض.

قال كلايف سفندسن، المدير التنفيذي لمجلس إدارة معهد الطب التجديدي "سيدارز سيناي": "تدعم نتائجنا الأبحاث الحديثة التي تشير إلى أن سرطان المبيض (لدى النساء المصابات بطفرات BRCA-1) يبدأ في الواقع بآفات سرطانية في بطانات قناة فالوب".

أضاف سفندسن في بيان صحفي: "إذا تمكنا من اكتشاف هذه التشوهات في البداية، فقد نكون قادرين على إعاقة سرطان المبيض".

اقرأ أيضا:

8 ارشادات للتعامل مع التنمر في بيئة العمل

أبرز سبب لوفيات السرطان بين النساء

ويُعد سرطان المبيض أبرز سبب لوفيات السرطان بين النساء في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم اكتشاف الأعراض في كثير من الأحيان. غالبًا ما لا يتم تشخيصه حتى تصل الأورام إلى مراحل متقدمة وانتشرت بعد المبايض، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية.

وعلى الرغم من أن خطر الإصابة بسرطان المبيض على مدى الحياة أقل من 2 في المائة، فإن الخطر المقدر للنساء اللواتي يحملن طفرة (BRCA-1) يتراوح بين 35 في المائة و70 في المائة، حسب تقديرات الجمعية.

نتيجة لذلك، تختار العديد من النساء المصابات، استئصال أثداءهن أو مبيضهن وقناتي فالوب جراحيًا، على الرغم من أنهن قد لا يصبن أبدًا بسرطانات في هذه الأنسجة، كما قال الباحثون.

وقالت الباحثة نور يسر من مختبر سفندسن في مركز "سيدارز سيناي": "لقد فوجئنا بالعثور على العديد من الأمراض الخلوية المتوافقة مع تطور السرطان فقط في العضيات من مرضى BRCA-1".

وأضافت في بيان صحفي: "إن الكائنات العضوية المستمدة من النساء المصابات بسرطان المبيض الأكثر عدوانية أظهرت أخطر أمراض عضوية".

وقال الباحثون، إنه بالإضافة إلى الكشف عن أصول سرطان المبيض لدى النساء المصابات بطفرة (BRCA-1)، يمكن استخدام التكنولوجيا العضوية لتحديد ما إذا كان الدواء قد يعمل ضد المرض.

وأضافوا إن العضيات يمكن استخدامها لاختبار عقاقير متعددة دون تعريض المرضى لها وآثارها الجانبية المحتملة.

قال الباحث الدكتور جيفري جولدن في بيان صحفي: "هذه الدراسة (تقربنا) أكثر من أي وقت مضى لتحسين النتائج بشكل ملحوظ للنساء المصابات بهذا النوع الشائع من سرطان المبيض".

أضاف جولدن، وهو نائب عميد الأبحاث ومدير معهد "بيرنز وألين" للأبحاث في "سيدارز سيناي": "البناء على هذه النتائج قد يتيح لنا يومًا ما توفير الكشف المبكر المنقذ للحياة عن سرطان المبيض".