بقلم |
محمد جمال حليم |
السبت 13 ابريل 2024 - 01:52 م
من فضل الله تعالى على عباده أن فتح لهم الكثير من أبواب الخير وسهل لهم فعلها ووعدهم بالثواب العظيم والأجر العميم. ومن هذه الأشياء التي وعد الله عليها بالثواب العظيم كفالة اليتيم، فقد وردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها : عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك]، ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى وهو نظير الحديث الآخر : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) الحديث ].
بم تحقق كفالة اليتيم؟
وتحقق كفالة باشياء كثيرة منها إطعام الأيتام، وكسوتهم، وملاطفتهم، والعطف عليهم، من الأعمال الصالحة التي يثاب فاعلها -بإذن الله تعالى-. كما تتحقق بمن يتبرع لجمعية خيرية ترعى الأيتام ففيها نفس الثواب أن شاء الله، وإذا كان ذلك فيه كفاية اليتيم، واستمرّ؛ حتى زال وصف اليتم؛ فقد تحققت الكفالة الموعود صاحبها بأشرف المنازل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كافل اليتيم -له، أو لغيره- أنا وهو كهاتين في الجنة. وأشار -مالك- بالسبابة والوسطى. متفق عليه، واللفظ لمسلم.
لأن كفالة اليتيم هي: القيام بأمره، ومصالحه، ولا يلزم منها أن يكون اليتيم في بيت الكافل، بل تتحقق بذلك المعنى -وهو الإنفاق عليه، والقيام برعايته، ومصالحه-، ولو كان في مكان آخر.