يكثر الكلام بين الوقت والآخر عن خيانة زوجتي نوح عليه السلام ولوط عليه السلام ومعنى الخيانة.. وهذه المسألة قد تكلم فيها المفسرون كثيرًا وبينوا المراد منها.
خيانة امرأتي نوح ولوط:
(فخانتاهما) قال: كانت امرأة نوح تقول للناس: إنه مجنون. وكانت امرأة لوط تدل على الضيف؛ فعن سليمان بن قيس، قال: سمعت ابن عباس قال في هذه الآية: أما امرأة نوح ، فكانت تخبر أنه مجنون; وأما خيانة امرأة لوط، فكانت تدل على لوط، حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي عامر الهمداني، [ص: 498 ] عن الضحاك (كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين) قال: ما بغت امرأة نبي قط ( فخانتاهما) قال: في الدين خانتاهما، وعن ابن عباس، قوله: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) قال: كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما، فكانت امرأة نوح تطلع على سر نوح، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به، فكان ذلك من أمرها; وأما امرأة لوط فكانت إذا ضاف لوط أحدا خبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء (فلم يغنيا عنهما من الله شيئا).
فزوجة لوط -عليه السلام- كانت كافرة؛ ومن ثم أهلكت مع قومها، وكره الكفار والبراءة منهم واجب بلا شك، ومن ثَمَّ؛ فواجب على كل مسلم أن يتبرأ من زوجة لوط، ومن فعلها.
والصلة التي كانت بينها وبين لوط -عليه السلام- في الدنيا لا تنفعها، ولا تغني عنها من الله تعالى شيئًا؛ لأنها كفرت بالله تعالى، كما قال -جل اسمه-: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ {التحريم:10}.
فسبها بالإخبار بأنها كافرة ملعونة مطرودة من رحمة الله، ونحو ذلك مما هي متصفة به، لا حرج فيه.
اقرأ أيضا:
ابتلاءات لم يصبر عليها إلا إبراهيم.. كيف ضرب "الخليل" المثل في الرضا بها؟ اقرأ أيضا:
أصحاب السبت تحايلوا على أمر الله.. فماذا كان مصيرهم؟